٢٨٥

(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّه وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥)

أي صدق الرسول بجميع هذه الأشياء التي جرى ذكرها وكذلك

المؤْمنون.

(كُلٌّ آمَنَ بِاللّه) أي صدق باللّه وملائكته وكتبه.

- وقرأ ابن عباس - وكِتَابه وقرأتْه جماعة من القراءِ.

فأمَّا كُتُب فجمع كِتاب ، مثل : َ مِثَال ومُثُل ، وحمَار وحُمُر.

وقيل لابن عباس في قراءَته " وكتابه " فقال كتاب أكثر من كتب.

ذهب به إلى اسم الجِنْس

كما تقول : كثر الدرْهَم في أيدِي الناس.

ومعنى : (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).

أي لا نفعل كما فعل أهل الكتاب قبلنا . الذين آمنوا ببعض الرسل

وكفروا ببعض ، نحو كفْر إليهود بعيسى ، وكفْر النصارى بغيره فأخبر عن

المؤمنين أنهم يقولون (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا).

أي " سَمعْنَا " سَمْع قابِلينَ . و (أطَعْنَا) : قِبِلْنَا ما سَمِعْنَا ، لأن مَن سمع

فلم يعْمل قيل له أصم - كما قال جلَّ وعزَّ :

(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ). ليس لأنهم لَا يسْمعون ولكنهم صاروا - في ترك القبول بمنزلة من لا يسمع

قال الشاعر :

أصَمُّ عمَّا سَاءَهُ سَمِيع

ومعنى : (غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).

أي أغفر غُفْرانَك ، وفُعْلاَن ، من أسْمَاءِ الْمَصَادِر نحو السُّلوان والكُفْران.

ومعنى : (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) أي نحن مقرون بالبعْثِ.

* * *

﴿ ٢٨٥