٣٣

وقوله عزَّ وجلَّ : (إِنَّ اللّه اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣)

__________

(١) قال في السمين :

وقد طعن الزَّجَّاج على مَنْ روى عن أبي عمرو إدغامَ الراء من « يغفر » في لام « لكم » وقال : « هو خطأٌ وغلطٌ على أبي عمرو » وقد تقدَّم تحقيق ذلك وأنه لا خطأٌ ولا غلطٌ ، بل هذه لغةٌ للعرب نقلَها الناس ، وإن كان البصريون كما يقول الزَّجَّاج لا يُجيزون ذلك . ا هـ (الدر المصون)

معنى اصطفاهم في اللغة : اختارهم أي جعلهم صفوة خلقه ، وهذا

تمثيل بما يُرى ، لأن العرب تمثل المعلوم بالشيءِ المرئي ، وإذا سمع

السامع ذلك المعلوم كان عنده بمنزلة ما يشاهده عِياناً ، فنحن نعين الشيء

الصافي أنه النقى من الكدر ، فكذلك صفوة اللّه من خلقه ، وفيه ثلاث لغات : صَفْوة وصِفْوة وصُفوة وهم من لا دنس فيهم من جهة من الجهات في الدِّين

والخيريَّة . وقيل في معنى اصطفاهم قولان

قال قوم : اصطفى دينهم أي اختاره على سائر الأديان . لأن دين هؤُلاء

الجماعة الإسلام ، وقال اللّه عزَّ وجلَّ : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الْإِسْلَامُ).

وقال قوم : اصطفى آدمَ بالرسالة إلَى الملاتكة وإلى ولده.

واصطفى نوحاً وإبراهيم وآله بالرِّسالة.

ألَا ترى قوله عزَّ وجلَّ : (يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ).

فأمره اللّه تعالى أن ينَبِئَ عنه ملائكته ، وآل عمران هم آلُ إبراهيم.

* * *

﴿ ٣٣