١١٧

(كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّه وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧)

والصر البرد الشديد.

(أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ) - أي زرع قوم ظلموا أنفسهم.

فعاقبهم اللّه بإذهاب زرعهم - فأهلكته.

فأعلم أن ضرر نفقتهم عليهم كضرر هذه الريح في هذا الزرع وقيل إنَّه يعني

به أهل مكة حين تعاونوا وأنفقوا الأموال على التظاهر على النبي - صلى اللّه عليه وسلم -

وقال بعضهم : (مثل ما ينفقون) ، أي مثل أعمالهم في شِرْكِهِم كمثل هذه الريح.

وجعل فيها صر أي صوت ، وهذا يخرج في اللغة.

وإنما جعل فيها صوتاً لأنه جعل فيها ناراً كأنَّها نار أحرقت الزرع - فالصر

على هذا القول صوت لهيب النار ، وهذا كله غير مُمْتَنع.

وجملته أن ما أنفق في التظاهر على عداوة الدِّين مضر مهلك أهله في العاجل والأجل.

* * *

﴿ ١١٧