١١٨قوله جلَّ وعزَّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨) " البطانة " الدخلاءِ الذين يستبطنون ويتبسط إليهم ، يقال فلان بِطانة لفلان أي مداخل له ومُؤانس ، فالمعنى أن المؤمنين أمِروا ألا يداخلوا المنافقين ولا إليهود ، وذلك أنهم كانوا لا يبقون غاية في التلبيس على المؤمنين . فأمروا بألا يداخلوهم لئلا يفسدوا عليهم دينهم. وأخبر اللّه المؤْمنين بأنهم لا يألونهم خبالا ، أي لا يُبْقُون غاية في إلقائهم فيما يضرهم. وأصل الخبال في اللغة ذَهاب الشيءِ قال الشاعر :. ابني سليمي لستم ليد . . . إلايدا مخبولة العضد أي قد ذهبت عضدها. (وَدُّوا مَا عَنِتمْ). أي ودوا عَنَتْكُمْ ، ومعنى العنت إدخال المشقة على الإنسان ، يقال فلان متعنت فلاناً ، أي يقصد إدخال المشقة والأذى عليه ، ويقال قد عِنتَ العظم يَعْنَتُ عَنَتَا إذا أصابه شيء بعد الجبر ، وأصل هذا كله مرق قولهم : (اكَمَة عُنُوت) إذا كانْت طويلة شاقة المسلك ، فتأويل أعنتُّ فلاناً ، حَمَلْتُه على المشَقًةِ. * * * |
﴿ ١١٨ ﴾