٢٦و (يُرِيدُ اللّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٦) قال الكوفيونَ معنى اللام معنى أن ، وأردْتُ ، وأمرْت ، تطلبان المستقبل ، لا يجوز أن تقول : أردت أن قصتُ ، ولا أمرت أن قمْتُ ، ولم يقولوا لم لا يجوز ذلك . وهذا غلط أن تكون لام الجر تقوم مقام " أن " وتَؤدي معناها ، لأن ما كان في معنى أن دخلتْ عليه اللام. تقول : جئتك لكي تفعل كذا وكذا ، وجئت لكي تفعل كذا وكذا . وكذلك اللام في (يُرِيدُ اللّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) كاللَّامِ فِي كَيْ. : أَراده اللّه عزَّ وجلَّ للتبيين لكم. أَنشد أهل اللغة : أردت لكيما لا ترى لي عبْرة . . . ومَنْ ذا الذي يعطي الكمال فيكمل وأنشدنا محمد بن يزيد المبرد : أردت لكيما يعلم الناس أنها . . . سراويل قيسر والوفود شهود فأدخل هذه اللام على " كي " ، ولو كانت بمعنى أَنْ لم تدخل اللام عليها ، وكذلك أرَدْتُ لأن تقوم ، وأمِرْتُ لأن أكُون مُطيعاً. وهذا كقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) أي إِن كنتم عبارتكم للرؤَيا ، وكذلك قوله - عزَّ وجلَّ - أيضاً : (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ). أَي الذين هم رهبتهم لربِّهمْ. و (وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ). أي يدلكم على طاعتِهِ كما دل الأنبياءَ والذين اتبعوهم من قبلكم. ومعنى (سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، أي طرق الذين من قبلكم ، وقد بيَّنَّا ذلك فيما سلف من الكتاب. * * * |
﴿ ٢٦ ﴾