٥٦و (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللّه كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦) (سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا) أي نَشْويهم في نار . ويروى أن يهودية أهدت إِلى النبي - صلى اللّه عليه وسلم - شاة مَصْلِيَّة أي مشويَّةً. و (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا) الأحسَنُ إِظهار التاءَ ههنا مع الجيم . لئلا تكثر الجيمات ، وإِن شئت أَدغم التاء في الجيم ؛ لأن الجيم من وسط اللسان والتاء من طرفه ، والتاء حرف مهموس فأدغمته في الجيم. فإن قال قائِل بدل الجلد الذى عَصَى بالجلد الذي غير العاصي ، فذلك غلط من القَول . لأن العاصي والآلم هو الِإنسان لا الجلد . وجَائز أَنْ يكونَ بُدلَ الجلْدُ النَضِجُ . وأُعيد كَمَا كانَ جلدُه الأول ، كما تقول : قد صغت من خاتَمِي خاتَماً آخر فأنت وإِن غيرت الصوغ فالفضة أصل وَاحِد. وقد كان الجلدُ بلِيَ بَعدَ البَعْتَ ، فإنشاؤه بعد النضج كإِنشائه بعد البعث. و (ليَذُوقوا العَذَابَ) أي ليُبْلِغَ في أَلَمِهِمْ. و (إِنَّ اللّه كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) العزيز البالغ إِرادَتَه ، الذي لا يَغْلبُه شي " وهو مع ذلك حكيم فيما يدبر ، لأن ّ الملْحدين ربما سَألوا عن العذَابِ كيف وقع فأعلم اللّه عزَّ وجلَّ أن جميع مَا فعله بحكمةٍ. * * * |
﴿ ٥٦ ﴾