٨١

(وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّه يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه وَكَفَى بِاللّه وَكِيلًا (٨١)

قال النحويون تقديره : أمْرنا طاعة . وقال بعضهم مِنَّا طاعة.

والمعنى واحد ، إلا أن إضمار أمرنا أجمع في القصة وأحسَنُ.

و (فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ)

يقال لكل أمر قد قضِيَ بِلَيْل قد بيَّتَ.

قال الشاعر :

أتوني فلم أدْرِ مَابَيَّتوا . . . وَكَانوا أتوني لأمْرٍ نكْر

أي فلست حفيظاً عليهم تعلم ما يغيب عنك من شأنِهم ، وهذا ونظائره

في كتاب اللّه من أبين آيات النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ييه ، لأنهم ما كانوا يخْفونَ عنه أمْراً إِلا أظهره اللّه عليه.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ : (وَاللّه يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ).

فيه وجهان ، يجوز أن يكون - واللّه أعلم - ينزله إِليك في كتابه ، وجائز أن

يكون يكتب ما يُبَيتون يحفظه عليهم ليُجَازوا به.

و (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه).

أي لَا تسمِّ هؤلاءِ بأعيَانِهم لما أحب اللّه من ستر أمر المنافقين إلى أن

يستقيم أمْرُ الِإسلام.

فأما  (بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ) فذكَّر ولم يقل بيتت ، فلأن

كل تأنيث غير حقيقي فتعبيره بلفظ التذكير جائز ، تقول : قالت طائفة من أهل الكتاب ، وقال طائفة من المسلمين لأن طائفة وفريقاً في معنى واحد ، فكذلك قوله عزَّ وجلَّ : (فَمن جَاءَهُ موعظَةٌ مِنْ رَبِّه).

و (يَا أئها النَّاسُ قَد جَاءَتْكُمْ مَوعِظَة مِن رَبِّكُم).

يعني الوعظ إِذا قلت فمن جاءَه موعظة.

وقرأ القراءُ (بيتْ طائفةٌ) على إسكان التاءِ وإدْغامها في الطاء.

وروي عن الكسائي أن ذلك إِذا كان في فعل فهو قبيح ، ولا فرق في الإدغام ههنا فِي فعل كان  في اسم لو قلت بَيَّتُ طائفةً وهذا بَيْتُ طائفة - وأنت تريد بيتُ طائفةً كان واحداً.

وإنما جاز الإدغام لأن التاءَ والطَاءَ مِن مَخْرج واحدٍ.

* * *

﴿ ٨١