١٣٩

وقوله جلَّ وعزَّ (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للّه جَمِيعًا (١٣٩)

(أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ)

أي أيبْتَغِي المنافقون عند الكافرين العزة.

والعزة المَنْعَة وشدة الغَلَبَةَ وهو مأخوذ من قولهم أرضٌ عَزاز .

قال الأصْمَعى : العَزَاز : النفَلُ مِنَ الأرضِ والصُّلب الحجارة ، الذي يسرع منه جريُ الماءِ والسيل هذا لفظ الأصْمعي.

فتأويل العزة الغَلَبَةُ والشَدة التي لا يتعلق بها إِذلال.

قالت الخنساءَ :

كأن لم يكونوا حمىً يُتَقَى . . . إِذ الناسُ إِذ ذاك من عزٍّ بزَّا

أي من قوى وغلب سلب.

ويقال : قد استعِز على المريض إذا اشتد وجَعَه ، وكذلك قول الناس :

يَعِزُّ علي أن تَفْعل ، أي يشتد ، فأما قولهم قد عَزَّ الشيء إِذا لم يوجد فتأويله قد اشتد وجوده أي صعب أن يُوجَدَ ، والمآب ، واحدٌ.

﴿ ١٣٩