٧١

و (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللّه عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللّه بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (٧١)

تقرأ (أَلَّا تَكُونَ) بالنصْب ، و (أَلَّا تَكُونُ) بالرفْع.

فمن قرأ بالرفع فالمعنى أنه لا تكون فتنة ، أي حسبوا فعلهم غير فَاتنٍ لهم وذلك أنهم كانوا يقولون إِنهم أبناءُ اللّه وأحباؤه.

(فَعَمُوا وَصَمُّوا).

هَذا مثل ، تأويله أنهم لم يعملوا بما سمعوا ولا بما رَأوْا من الآيات.

فصاروا كالعُمْى الصُّمِّ.

(ثُمَّ تَابَ اللّه عَلَيْهِمْ).

أي أرسل إِليهم محمداً - صلى اللّه عليه وسلم - يعلمهم أن اللّه جلَّ وعزَّ

قد تاب عليهم إِن آمنوا وصَدَّقوا ، فلِم يُؤمنوا أكثرهم ، فقال عزَّ وجلَّ : (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ).

أي بعد أن ازداد لهم الأمر وضوحاً بالنبي عليه السلام . كثير منهم يرتفع

من ثلاثة أوجه ، أحدها أن تكون بدلًا من الواو ، كأنه لما قال

(عَمُوا وَصَمُّوا) أبدل الكثير منهم ، أي عمي وصم كثير منهم كما تقول : جاءَني قومُك أكثرهُمْ ، وجائز أن يكون جُمعَ الفعلُ مُقَدَّماً كما حكى أَهل اللغة أكلوني

البراغيث ، والوجه أن يكون كثير منهم خبر ابتداءٍ محذوف ،  ذوو

العمى والصمم كثير مِنهم.

* * *

﴿ ٧١