٧٥و (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٧٥) أي إِبراؤُه الأكمه والأبرص وإتيانه بالآيات المعجزات ليس بأنه إِله ، إِنما أتى بالآيات كما أتى موسى بالآيات ، وكما أتى إِبراهيم بالآيات. (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ). أي مبالغة في الصدق والتصديق ، وإِنما وقع عليها صِدِّيقَةٌ لأنه أرسل إِليها جبريل ، فقال اللّه عزَّ وجلَّ : (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ) ، وصِدِّيق فِعيلٌ من أبنية المبالغة كما تقول فلان سِكيت أي مبالغ في السكوت. و (كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ). هذا احتجاج بين ، أي إِنما يعيشان بالغذاءِ كما يعيش سائر الآدميين. فكيف يَكُون إِلَهاً من لا يقيمه إِلا أكل الطعام. و (انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ). أي العلامات الواضحة. (ثُمَّ انْظُرْ) أي انظر بعد البيان. (أَنَّى يُؤْفَكُونَ). أي من أين يصرَفُونَ عَن الحق الواضح. وكل شيءٍ صرفته عن شيءٍ وقَلَبْتَه عَنْه ، تقول أفَكْتُه آفِكه إفْكاً ، والِإفك الكذب إِنما سمِّيَ لأنه صرف عن الحق ، والمؤْتفكات الرياح التي تأتي من جهات على غير قصد واحد. |
﴿ ٧٥ ﴾