٨

(وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (٨)

يعنون على النبي - صلى اللّه عليه وسلم -.

(وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ).

يعني - واللّه أعلم - أن الآيات مما لا يَقَعُ مَعَهُ إِنْظَارْ.

ومعنى (لَقُضِيَ الْأَمْرُ) أي لتم بإِهْلَاكِهِمْ.

و " قُضِيَ " في اللغة على ضُروبٍ كَلَها يَرجِعُ إِلىٍ معنى انقطاع الشيءِ وتمامه ، فمنه قوله تعالى : (ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) معناه ثُمَّ حَتَمَ بعد ذلك فأتمَّه ، ومِنْه الأمر وهو  (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) معناه أمَرَ إِلا أنَّه أمر قَاطِع حَتْمٌ.

ومنه الإعلَامُ و (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) أي أعلمناهم إِعلاماً قاطعاً ، ومنه القضاءُ الفَصلُ في

الحُكْمِ ، وهو  (وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)

ومثل ذلك قولك قَد قَضَى القَاضي بَينَ الخُصُوم ، أي قد قطع بينهم في الحكم ، ومن ذلك قد قضى فلان دَيْنَه ، تأويله قطع ما لغريمه عليه فأدَّاه إِلَيه وَقَطع ما بَينَه وبَينَه.

وكل ما أُحكِم فقد قُضِيَ ، تقول قد قضيت هذا الثوب ، وقد قضَيتُ هَذه الدارَ إِذا عَمِلْتُها وأحكمت عمَلها.

قال أبو ذُؤَيب الهذلي :

وعليهما مسرودتان قضاهما . . . داودُ  صَنَع السَّوابغَ تبَّع

﴿ ٨