١٢

ْوقوله عزَّ وجلَّ : (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ للّه كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٢)

اللّه عزَّ وجلَّ تفضل على العباد بأن أمهَلَهُم عِنْدَ كفرهم وَإِقْدَامِهم على

كبائِر مَا نَهاهُم عَنْه بأن أنْظَرهُم وَعَمًرهم وَفَسَح لَهُم ليَتوبُوا ، فذلك كَتْبُه الرحمةَ

على نفسه ، فأما (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) فهو احتجاج على المشركين

الذين دفعوا البعث ، فقال عزَّ وجاق : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)

أي : إِلى اليوم الذي أنكرتموه ، كما تقول قد جمعت هُؤلاءِ إِلى هُؤلاءِ ، أي ضممت بينهم في الجَمع.

و (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ).

ذكر الأخفش أن " الذين " بدل من الكاف والميم.

 ليجمعن هؤُلاءِ المشركين الذين خسروا أنفسهم إِلى هذا اليوم الذي يجحدونه ويكفرون به ، والذي عندي أن  (الذين خَسرُوا انفُسَهم).

في موضع رفع على الابتداءِ ، وخبره (فهم لا يومنون) لأن " لَيَجْمَعنَّكم " مشتمل على سائر الخلق.

على الذين خسروا أنفسهم وَغَيْرِهم ، وهذه اللام في ليجمعنَّكم لام قسم.

فجائز أن يَكون تمامُ الكَلَامِ كَتَبَ ربكُمْ عَلَى نَفْسِه الرحمةَ ، ثم استأنف فقال

لَيَجْمَعنَّكم ، وكأنَّ  : واللّه ليجمعنكم ، وجائز أن - يكون ليجمعنكم بدلاً من الرحمة مُفَسِّراً لها ، لأنه لما قال كتب ربكم على نفسه الرحمة فَسَّر ررحمته بأنه يُمْهلهم إِلى يوم القيامة ، ويكون في الِإمهال ما فسرنا آنفاً

* * *

﴿ ١٢