١١و (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (١١) " إذْ " مَوْضِعُها نصبٌ على معنى وما جعله اللّه إلا بشرى في ذلك الوقت ، ويجوز على أن يكون : اذكروا إذ يغشيكم النعاس. يقال : نَعَسَ الرجل يَنْعَسُ نُعَاساً وهو نَاعس ، وبعضهم يقول : نَعْسان ولكنْ لا أشتهيها. وَ (أمَنَةً) منصوب مفعول له كقولك : فعلت ذلك حَذَرَ الشر. والتاوِبل أن اللّه أمَّنهم أمْناً حتى غشيهم النعاس لِمَا وَعَدهم من النَصر. يقال : قد آمنتُ آمَنُ أمْناً - بفتح الألف - وَأمَاناً وأمَنَةً. و (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ). كان المشركون قد نزلوا على الماءِ وسبقوا المسلمين ، ونزل المسلمون في رَمْلٍ تسوخ فيه الأرجُلُ ، وأصابت بعضهم الجنابة فوسوس لهم الشيطانُ بأن عَدُوَّهم يقدرون على الماء وهم لا يقدرون على الماءِ ، وَخيلَ إِليهم أن ذلك عَوْنٌ من اللّه لعدوهم ، فأمطر اللّه المكان الذي كانوا فيه فَتَطَهرُوا من الماءِ ، واستوت الأرض التي كانوا عليها حتى أمكن الوقوفُ فيها والتصرفُ. وهذا من آيات اللّه جل ثناؤُه التي تدل على نبوة النبي - صلى اللّه عليه وسلم -. وأمْر بدر كان من أعظم الآيات لأن عَدَدَ الْمُسْلِمين كان قليلاً جداً ، وكانوا رجَّالةً فأيدهم اللّه ، وكان المشركون أضْعَافَهُم ، وَأمَدَّهُم اللّه بالملائكة. قال بعضهم : كان الملائكة خمسةَ آلاف ، وقال بعضهم تسعة آلاف. و (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشيْطَانِ). أي وَسَاوِسَهُ وخطاياه. (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ). أي وَيُثَبِّتَ بالماءِ الذي أنزله على الرمْل حَتى اسْتَوى ، وجائز أن يكون زين به للربط على قلوبهم ، فيكون " وَليْرْبطَ عَلَى قُلُوبكُمْ وَيُثَبِّتَ" بالربط الأقدام. * * * |
﴿ ١١ ﴾