| ٤٨و (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللّه وَاللّه شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤٨) موضع " إِذْ " نصبٌ ، : اذكر إِذ زيَنَ لهم الشيطان أَعمالهم. (وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ). تمثل لهم إِبليس في صورة رَجُل يقالُ له سُراقة بنُ مالك بنُ جُعْثُم من كنانة ، وقال لهم : لَنْ يَغْلِبكم أَحَدٌ ، وَأَنَا جَارٌ لكم من بني كنانة. (فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ) . توافَقَتَا حتَى رَأت كُل وَاحِدةٍ الأخْرَى ، فَبَصرَ إِبليسُ بالمَلائكَة تنزل من السّماءِ فنكص على عقبيه. (وَقَالَ إِنَّي بَرِيءٌ مِنْكمْ). وذلك أَنه عُنِّفَ لهَرَبِه ، فقال : (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللّه وَاللّه شَدِيدُ الْعِقَابِ). ومعنى نكص رجع بِخِزْيٍ. فإِن قال قائل : كيف يقول إِبليس : (إِنِّي أَخَافُ اللّه) وهو كافِر ؟ فالجواب في ذلك أنَّه ظن الوقت الذي أُنْظِرَ إِليْه قَدْ حَضر. * * * | 
﴿ ٤٨ ﴾