٦

و (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦)

معناه يختارك ويصطفيك ، وهو مشتق مِنْ جَبَيْتَ الشَيءَ إذَاحَصَّلْتَه

لنفسِكَ ، ومنه جَبَيْتُ الماءَ في الحوض.

وموضع الكاف في قوله " كذَلِكَ "

نصبٌ ،  ومثل مارأيتَ تأويلَه ، (يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)

قيل يعلمك تأويل الرؤيا وقيل يعلمك تأويل أحادِيثِ الأنبياء

والأمَمِ ، يعني الكتب وكلاهما جائز - واللّه أعلم -.

(وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ).

 يتمها كما أتمها على أبويك ، فقد فَسَّر لَهُ يَعْقوبُ الرؤيا.

والتأويل أنه لما قال له إني رأيت أحد عشر كوكباً والشَمْس والقَمَرَ رَأيْتُهمْ لي

سَاجِدين ، فتأوَّلَ الأحَدَ عَشَرَ كوكباً أحَدَ عَشَرَ نفْساً لَهُمْ فَضْل وأنهم يُسْتضَاءُ بهمْ ، لأنَّ الكَواكِب لَا شيءَ أضْوأ مِنْهَا وبها يُهْتَدَىَ.

قال اللّه جلَّ وعزَّ : (وبالنَّجْمِ هُمْ يَهتدُون).

فتأول الشمس والقَمَرَ أبَويه . فالقمرُ الأبُ والشمسُ

الأم والأخذ عَشرَ كَوْكَباً إخْوَتُه ، فتأوَّل له أنه يكون نَبِيًّا ، وأن إخوته يكونون أنبياء لأنه أعْلَمَهُ أن اللّه يُتمُّ نعمتَه عَلَيْه وَعَلَى إخْوَته كما أتَمَّها على أبَويهِ إبراهيمَ وإسحاقَ ، فإتمام النعمَةِ عَلَيْهِم أن يكونوا أنْبِيَاء إذ قال :

(كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ).

و (لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ).

الرؤيا فيها أربعُ لغاتٍ "

رُؤْيَا بالهمز ، ورويا بالواو بلا همز ، وهاتان يُقْرأُ بِهمَا ورُيَّاك بالإدغامِ ، ورِيَّاك بكسر الراء - وَلاَ تَقْرأ بهَاتَيْنِ.

ويوسف فيه لغتان ، يوسُفُ بضم السِّينِ ويوسف بكسر السِّينِ وكذلك

يُونُس ، وُيونِس . وحَكَوْا يُونَسَ بفتح النُونِ ، حكاها قطرب وهي شاذة.

* * *

﴿ ٦