١٦(وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (١٦) (عِشَاءً) منصوب على الظرف. (إنا ذَهَبْنَا نَسْتَبقُ). وقِيلَ نَنْتَضِلْ __________ (١) قال السَّمين : قوله تعالى : يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ : فيها أربعَ عَشَرَة قراءةً إحداها : قراءةُ نافعٍ بالياء مِنْ تحت وكسرِ العين . الثانية : قراءةُ البزي عن ابن كثير « نَرْتَع ونلعب » بالنونِ وكسرِ العين . الثالثة : قراءةُ قنبل ، وقد اخْتُلِفَ عليه فنُقِل عنه ثبوتُ الياء بعد العين وَصْلاً وَوَقْفاً وحَذْفُها وصلاً ووقفاً ، فيوافق البزيَّ في أحد الوجهين عنه ، فعنه قراءتان . الخامسة : قراءة أبي عمرو وابن عامر « نرتَعْ ونلعبْ » بالنون وسكون العين والباء . السادسة : قراءة الكوفيين : « يرتعْ ويلعبْ » بالياء من تحت وسكون العين والباء. وقرأ جعفر بن محمد « نرتع » بالنون « ويلعب » بالياء ، ورُوِيَتْ عن ابن كثير . وقرأ العلاء بن سيابة « يَرْتَع ويلعبُ » بالياء فيهما وكسر العين وضم الباء . وقرأ مجاهد وقتادة وابن محيصن « نُرْتَعْ » بضم النون وسكون العين والباء . وقرأ أبو رجاء كذلك ، إلا أنه بالياء مِنْ تحت فيهما . والنخعي ويعقوب « نرتع » بالنون و « يلعب » بالياء . والفعلان في هذه القراءات كلها مبنيُّ للفاعل. وقرأ زيد بن علي « يُرْتَع ويُلْعَب » بالياء مِنْ تحت مبنيّين للمفعول . وقرىء « نرتعي ونلعبُ » بثبوت الياء ورفع الباء . وقرأ ابن أبي عبلة « نَرْعي ونلعب » فهذه أربعَ عشرةَ قراءةً ، منها ستٌّ في السبع المتواتِر وثمانٍ في الشاذ. فَمَنْ قرأ بالنون أسند الفعلَ إلى إخوة يوسف ، ومَنْ قرأ بالياء أسند الفعل إليه دونهم ، ومَنْ كسَر العين اعتقد أنه جزم بحذف حرفِ العلة ، وجعله مأخوذاً [ مِنْ ] يَفْتَعِل من الرَّعْي كيرتمي مِن الرمي . ومَنْ سَكَّن العينَ اعتقد أنه جَزَمَهَ بحذف الحركة وجعله مأخوذاً مِنْ رتعَ يَرْتَعُ إذا اتِّسع في الخِصْب قال : ٢٧٤٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وإذا يَخْلُو له لَحْمي رَتَعْ ومَنْ سكَّن الباءَ جعله مجزوماً ، ومَنْ رفعها جعله مرفوعاً على الاستئناف أي : وهو يلعب ، ومَنْ غاير بين الفعلين فقرأ بالياء مِنْ تحت في « يلعب » دون « نرتع » فلأنَّ اللعبَ مُناسب للصغار . ومَنْ قَرَأَ : « نُرْتِع » رباعياً جعل مفعوله محذوفاً ، أي : نُرْعي مواشِينَا ، ومَنْ بناها للمفعول فالوجهُ أنه أضمر/ المفعولَ الذي لم يُسَمَّ فاعلُه وهو ضمير الغد ، والأصل : نرتع فيه ونلعب فيه ، ثم اتُّسع فيه فَحُذِفَ حرفُ الجر فتعدَّى إليه الفعلُ بنفسه فصار : نرتعه ونلعبه ، فلمَّا بناه للمفعول قام الضمير المنصوب مقام فاعله فانقلب مرفوعاً واستتر في رافعه ، فهو في الاتساع ك ٢٧٤٨ ويومٍ شَهِدْناه سُلَيْمى وعامراً . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ومَنْ رفع الفعلين جعلَهما حالَيْن ، وتكون حالاً مقدرة . وأمَّا إثبات الياء في « نَرْتعي » مع جزم « نلعب » وهي قراءةُ قنبل فقد تجرأ بعض الناس ورَدَّها ، وقال ابن عطية : « هي قراءةٌ ضعيفة لا تجوز إلا في الشعر » وقيل : هي لغةُ مَنْ يجزم بالحركة المقدرة وأنشد : ٢٧٤٩ ألم يَأْتيك والأنباءُ تَنْمي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وقد تقدَّمَتْ هذه المسألةُ مستوفاةً. و « نَرْتع » يحتمل أنْ يكونَ وزنُه تَفْتَعِلْ مِن الرعي وهو أَكْلُ المَرْعَى ، ويكون على حَذْف مضاف : نرتع مواشينا ، من المراعاة للشيء قال : ٢٧٥٠ تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثيبَ فَذَاقا . . . رٍ فَرَوْضَ القطا فَذَاتَ الرِّئالِ ويحتمل أن يكونَ وزنُه نَفْعَل مِنْ : رَتَعَ يَرْتَعُ إذا أقام في خِصْب وسَعَة ، ومنه قول الغضبان بن القبعثرى : « القَيْدُ والرَّتَعَةُ وقِلَّةُ المَنَعَة » وقال الشاعر : ٢٧٥١ أكفراً بعد رَدِّ الموت عني . . . وبعد عطائِك المِئَةَ الرِّتاعا. اهـ (الدر المصون). |
﴿ ١٦ ﴾