٥

و (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٥)

نصب الأنعام على فعل مضمر ،  خلق الأنعام خلقها ، مفسِّر

للمضمر ، والدفء ما يُدْفِئُهمْ من أوبَارِهَا وأصْوَافِهَا.

وأكْثَرُ ما تستعمل الأنعام في الِإبل خاصة ، وتكون للِإبل والغَنَم والبقر ، فأخبر اللّه - عزَّ وجلَّ - أن في الأنعام ما يدفئنا ، ولم يقل لكم فيها مَا يُكِنُّكُمْ ويدفئكم من البرد ، لأن ما ستر

__________

(١) قال السَّمين :

قوله تعالى :  يُنَزِّلُ الملائكة  : قد تقدَّم الخلافُ في « يُنَزِّل » بالنسبة إلى التشديدِ والتخفيفِ في البقرة . وقرأ زيدُ بن علي والأعمشُ وأبو بكر عن عاصم « تَنَزَّلُ » مشدداً مبنياً للمفعول وبالتاءِ مِنْ فوقُ ، « الملائكةُ » رفعاً لقيامِه مَقامَ الفاعلِ وقرأ الجحدريُّ كذلك ، إلا أنه خَفَّف الزايَ . وقرأ الحسنُ والأعرجُ وأبو العالية والمفضَّل عن عاصم « تَنَزَّلُ » بتاءٍ واحدةٍ مِنْ فوقُ ، وتشديدِ الزايِ مبنياً للفاعل ، والأصلُ : « تَتَنَزَّل » بتاءَيْن . وقرأ ابنُ أبي عبلة « نُنَزِّلُ » بنونينِ وتشديدِ الزايِ ، « الملائكةَ » نصباً ، وقتادةُ كذلك إلا أنه بالتخفيف . قال ابن عطية : « وفيهما شذوذٌ » ولم يُبَيِّن وجهَ ذلك ، ووجهُه : أنَّ ما قبله وما بعده مضمرٌ غائبٌ ، وتخريجُه على الالتفات.

اهـ (الدر المصون).

من الحرِ سَتَر مِنَ البَرْدِ ، وما ستر من البردِ ستر من الحرِّ ، قال اللّه - عزَّ وجلَّ - في موضع آخر : (سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) فعلم أنها تقي البرد أيضاً ، وكذلك إذا قيل : (لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ) علم أنها تستر من البرْدِ ، وتسَترٌ من الحرِّ.

و (وَمَنَافِعُ).

أي ومنافعها ألبانها وأبوالها وغير ذلك.

﴿ ٥