٩و (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (٩) والرقِيم قيل إنه اسم الجبل الذي كان فيه الكهف ، والكهف كالفَجِّ وكالغَارِ في الجبل ، وقيل إن الرقيم اسم القرية التي كانوا فيها. وقيل إن الرقيم لَوْحٌ كان فيه كتابٌ في المكان الذي كانوا فيه - واللّه أعلم. وقيل كان المشركون سألوا النبي - صلى اللّه عليه وسلم - عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين ، وذلك أنهم أعياهم أمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بمكة فصارتْ جماعة منهم إلى يثرب فَاعلَمَتْ جماعةً من رؤساء إليهود بقصة رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فقالت إليهود إنَّ اسمه عندنا مكتوب وأن يبعث على فترة مِنَ الرسلِ فاسألوه عن هذه الأشياء فإن أجاب عنها فهو نبي ، فصارت الجماعة من المشركين إلى مكة وجمعوا جمعاًً كتيراً وسألوا النبي - صلى اللّه عليه وسلم - عن هذه الأشياء . فأعلمهم أنه لا يعلمها ، وأنه إن نزل عليه وحي بها أعلمهم. فروى بعضهم أنه قال : سأخبركم بها ولم يقل إن شاء اللّه فأبطأ عنه الوحي أياماً ونزلت : (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللّه). فأخبرهم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بما أوحى اللّه إليه وأنزله اللّه في كتابه مما دل على حقيقة نبوته. ثم أعلم اللّه عزَّ وجلَّ أنَّ قصًةَ أصحاب الكهف ليست بعجيبة من آيات اللّه ، لأنَّا نشاهد من خلق السَّمَاوَات والأرض وما بينهما مما يدل على توحيد اللّه ما هو أعجب من قصة أصحاب الكهف فقال جلَّ وعزَّ : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (٩) أي : حتى نُبَيِّنَ قِصتَهُمْ. * * * |
﴿ ٩ ﴾