١٧و (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّه مَنْ يَهْدِ اللّه فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (١٧) في (تَزَاوَرُ) ثلاثة أوجه : تَزَاوَرُ ، وتَزْوَرُّ - بغير ألف ، على مثال تَحْمَرُّ. وتَزْوَارُّ على مثال تحمارُّ ، ووجه رابع تزَاور . والأصل فيه تتزَاورُ فأدغمت التاء في الزاي. * * * (وَإذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشَمَال). (تَقْرِضُهم) بكسر الراء ، وتَقْرُضهم - بضم الراء -. والكسر القراءة عليه ، وتأويله تعدل عنهم وتتركهم. قال ذوالرئةَ : إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَقْوازَ مُشْرِفٍ . . . شِمالاً وعن أَيمانهنَّ الفَوارِسُ يَقرِضنَ يتركن ، وأصل القرض القطع والتفرقة بين الأشياء ، ومن هذا قولك : اقْرِضْبي دِرْهَماً ، تأويله اقطع لي مِنْ مَالِك دِرْهماً. و (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ). أي في متسع منه (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّه). قيل إنَّ بابَ الكهفِ كان بِإزَاءِ بَنَاتِ نَعْشٍ ، فلذلك لم تكن الشمس تطلع عليهم وهذا التفسير ليس بِبَيِّنٍ ، إنما جعل اللّه فيهم هذه الآية لأن الشمس لا تقربهم في مطلعها ولا عند غروبها. و (ذَلِكِ مِنْ آيَاتِ اللّه مَنْ يَهْدِ اللّه فَهُوَ المُهْتَدِ). أكثر اللغة فهو المهتدي بإثبات الياء ، وفي المصحف في هذا. الموضع بغير ياء وهذا في هذا الموضع كالذي في الأعراف ، فهذا هو الوجه ، وهو في الأعراف بالياء وفي الكهف بغير ياء . - وحذف الياء جائز في الأسماء خاصة ولا يجوز في الأفعال ، لأن حذف الياء في الفعل دليل الجزم. وحذف الياء في الأسماء واقع إذا لم يكن أمع الاسم ، الألف واللام ، نحو مهتدٍ ومُقْتَدٍ ، فأدخلت الألف واللام وترك الحذف على ما كان عليه . ودلت الكسرة على الياء المحذوفة. * * * |
﴿ ١٧ ﴾