١٨

و (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (١٨)

الأيقاظ : المنتبهونَ ، والرقود النيامُ ، وواحد الأيقاظ يقط ويقظان والجمع

أيقاظ.

قال الراجز :

ووجدوا إخْوتهم أيْقَاظاً

وقيل في التّفسير إنهم كانوا مُفَتحِي الأعْين ، الَّذي يراهُم يتوهمهم

منتبهين وقيل لكثرة تقلبهم يظن أنهم غير نيام ، ويدل عليه

(ونُقلِّبهُمْ ذاتَ اليَمِينِ وذَاتَ الشمِاَلِ)

ويجوز وَتَحْسِبُهُم ، وتحسَبهم.

(وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ).

والوصيد فناء البيت ، وفناء الدار .

و (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ).

بكسر الواو ، وتقرأ لوُ اطلعت عليهم بضم الواو ، والكسر أجود ، لأن

الواو ساكنة والطاء ساكنة ، فكسرت الواو لالتقاء السَّاكنين ، وهذا هو الأصل.

وجاز الضم لأن الضم من جنس الواو ، ولكنه إذا كان بعد الساكن مضْمُوم

فالضَم هُنَاكَ أحْسَنُ منه ههنا . نحو ( انْقُصْ) - واو انقص بالضم والكسر - و (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا).

(فَراراً) منصوب على المصدر ، لأن معنى وَلَّيْتَ فرَرْت منهم.

(وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا).

ورَعْباً ورُعُباً ، ورُعْباً منصوب على التمييز ، تقول : امتلأت ماء وامتلأت

فَرَقاً ، أي امتلأت مِنَ الفَرَقِ ومن الماء.

وقيل في التفسير إنهم طالت شعورهم جدا وأظفارهم ، فلذلك كان

الرائي لو رآهُمْ لَهَرَبَ منهم مَرْعُوباً.

* * *

﴿ ١٨