١٤

قوله عزَّ وجلَّ : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤)

قيل الأشَد بِضع وثلاثون سنة . وهو ما بين ثلاث وثلاثين إلى تسع

وثلاثين.

وتأويل (بَلَغَ أَشُدَّهُ) استكمل نهاية قوةِ الرجُل

وقيل إن معنى واسْتَوَى - بلغ الأرْبَعين.

وجائز أن يكون " اسْتوى " وَصَل حقيقة بلوغ الأشُدِّ .

و (آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا).

فَعَلِمَ مُوسَى عليه السلام وحكم قبل أَنْ يُبْعَثَ.

(وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).

فجعل اللّه إتيان العلم والحكمة مجازاة على الإحْسَان لأنهمَا

يَؤدِّيانِ إلى الجنةِ التي هي جزاء المحسنِين ، والعالم الحكيمُ مَن

استعمل عِلْمَه ، لأن اللّه - عزَّ وجلَّ - قال : (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).

فجعلهم إذ لم يَعْملوا بالعلم جُهَّالاً.

* * *

﴿ ١٤