٢

و (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢)

اللفظ لفظ استخبار والمعنى معنى تقرير وتوبيخ ، ومعناه أَحَسِبُوا

أَنْ نَقْنَع منهم أن يقولوا " إنَّا مؤمنون " فقط ولا يمتحنون بما يَتَبَينُ به

حقيقة إيمانهم.

وجاء في التفسير في قوله - جلَّ وعزَّ - : (وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) ، لا

يختبرون بِمَا يُعْلَمُ بِهِ صدقُ إيمانهم من كذبه.

وقيل : (لَا يُفْتَنُونَ) لَا يُبتَلَوْنَ فِي أَنْفُسِهم وأموالهم ، فيعلَمُ بالصبر عَلى البَلاءِ الصادِق - الإيمان مِنْ غَيْرِه.

وموضع " أن " الأولى نصب اسمُ حَسِبَ وخبره.

وموضع " أن " الثانية نصب من جهتين :

أجْوَدُهُمَا أنْ تَكُونَ مَنْصُوبَةً بِـ (يُتْرَكُوا) فيكون  أحسب الناس أن يتركوا لأنْ يقولوا ، وبأن يقولوا.

فلما حذف حرف الخَفْضِ وصل بِـ (يُتْرَكُوا) إلى أن فَنَصبَ ، ويَجُوزُ أن تكون الثانية

العامل فيها " أَحسِبَ " ، كان  على هذا - واللّه أعلم - أَحَسِبَ

النَاسُ أَنْ يَقولُوا آمَنَا وهم لا يُفْتَنونَ.

والأولى أَجْوَد.

* * *

﴿ ٢