١١

و (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)

من تَوْفِيَةِ العَدَدِ ، تأويرله أنه يقْبِضُ أَرْواحكُمٍ أَجْمعين فلا ينقص

واحدٌ منكم ، كما تقول : قد استَوْفَيْتُ مِنْ فُلَانٍ وتوفيْتُ من فلان مالي

عنده ، فتأويله أَنهُ لَمْ يَبْقَ لي عَلَيه شيء.

__________

(١) قال السَّمين :

  أَإِذَا ضَلَلْنَا  : تقدَّم اختلافُ القراء في الاستفهامين في سورة الرعد . والعاملُ في « إذا » محذوفٌ تقديرُه : نُبْعَثُ  نُخْرَجُ ، لدلالةِ « خَلْقٍ جديد » عليه . ولا يَعْمَلُ فيه « خَلْق جديد » لأنَّ ما بعد « إنَّ » والاستفهامَ لا يعملُ فيما قبلهما . وجوابُ « إذا » محذوفٌ إذا جعلتَها شرطيةً.

وقرأ العامَّةُ « ضَلَلْنا » بضادٍ معجمةٍ ولامٍ مفتوحةٍ بمعنى : ذَهَبْنا وضِعْنا ، مِنْ قولِهم : ضَلَّ اللبنُ في الماء . وقيل : غُيِّبْنا . قال النابغة :

٣٦٧٠ فآبَ مُضِلُّوه بعينٍ جَلِيَّة . . . وغُوْدِر بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ

والمضارعُ مِنْ هذا : يَضِلُّ بكسر العين وهو كثيرٌ . وقرأ يحيى ابن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء بكسرِ اللامِ ، وهي لغةُ العالية . والمضارعُ من هذا يَضَلُّ بالفتح . وقرأ عليٌّ وأبو حيوة « ضُلِّلْنا » بضم الضاد وكسر اللام المشددة مِنْ ضَللّه بالتشديد.

وقرأ عليٌّ أيضاً وابن عباس والحسن والأعمش وأبان بن سعيد « صَلَلْنا » بصادٍ مهملةٍ ولامٍ مفتوحة . وعن الحسن أيضاً « صَلِلْنا » بكسرِ الصادِ . وهما لغتان . يقال : صَلَّ اللحمُ يَصِلُّ ، ويَصَلُّ بفتح الصادِ وكَسرِها لمجيءِ الماضي مفتوحَ العين ومكسورَها . ومعنى صَلَّ اللحمُ : أنتنَ وتَغيَّرتْ رائحتُه . ويُقال أيضاً : أَصَلَّ بالألف قال :

٣٦٧١ تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أَنِيْضٌ . . . أَصَلَّتْ ، فَهْيَ تحت الكَشْحِ داءُ

وقال النحاس : « لا نعرفُ في اللغة » صَلِلْنا « ولكن يُقال : صَلَّ اللحمُ ، وأصلَّ ، وخَمَّ وأَخَمَّ » وقد عَرَفها غيرُ أبي جعفر. اهـ (الدُّرُّ المصُون).

﴿ ١١