٩(وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (٩) (سَدًّا) و (سُدًّا)- بالفتح والضمِ - ومعناهما واحدٌ. وقد قيل : السد فعل الإنْسَانِ والسُّد خلقة المسدود. وفيه وجهان : أحدهما قد جاء في التفسير ، وهو أَن قوماً أرادوا بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - سوءاً فحال اللّه بينهم وبين ذلك فجعلوا بمنزلة من هذه حاله ، فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يمينه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خَلْفِهِ وَجُعِلَ على بَصَرِهِ غِشَاوة ، وهو معنى (فَأغْشَيْنَاهُمْ). . ويقرأ فَأعْشَيْنَاهُمْ بالعَيْن غير معجمة ، فحال اللّه بينهم وبين رسوله وكان في هؤلاء أبو جهل فيما يُرْوَى ، ويجوز أن يكون وصَفَ إضْلاَلَهُم فقال : (إنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالاً فَهِيَ إلَى الأذْقَانِ) ، أي أضللناهم فأمسكنا أيديهم عن النفقة في سبيل اللّه والسعيِ فيما يقرب إلى اللّه (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) ، كما قال : (خَتَمَ اللّه عَلَى قُلُوِبهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ) الآية. والدليل على هذا (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤمِنُونَ) ، لأن من أضله اللّه هذا الإضلال لم ينفعه الِإنذار. * * * |
﴿ ٩ ﴾