٢٠

و (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)

هذا رجل كان يعبد اللّه في غارٍ في جَبَل ، فلما سمع بالمرسلين

جاء يسعى ، أي يَعْدُو إليهم ، فقال : أتريدون أَجْراً على ما جئتم به

فقال المرسلون : لا ، وكان يقال لهذا الرجل فيما رُوي حبيبُ النجار

__________

(١) قال السَّمين :

  طَائِرُكُم  : العامَّةُ على « طائر » اسمَ فاعل أي : ما طارَ لكم من الخيرِ والشرِّ فعبَّر عن الحَظِّ والنصيب . وقرأ الحسن - فيما رَوَى عنه الزمخشري - « اطَّيُّرُكم » مصدرُ اطَّيَّر الذي أصلُه تطَيَّر فلمَّا أُرِيْدَ إدغامُه أُبْدِلَتِ التاءُ طاءً ، وسُكِّنَتْ واجْتُلِبَتْ همزةُ الوصلِ فصار اطَّيَّرَ فيكون مصدره اطَّيُّرَاً . ولَمَّا ذكر الشيخ هذا لم يَرُدَّ عليه ، وكان هو في بعضِ ما رَدَّ به على ابن مالك في « شرح التسهيل » في باب المصادر قال : « إن مصدرَ تَطَيَّر وتدارَأ إذا أدغما وصارا اطَّيَّرَ وادَّارأ لا يجيءُ مصدرُهما عليهما بل على أصلهما فيقال : اطَّيَّر تَطَيُّراً ، وادَّارأ تدارُؤاً ، ولكنَّ هذه القراءةَ تَرُدُّه إنْ صَحَّتْ وهو بعيدٌ . وقد رَوَى غيرُه عنه » طَيْرُكم « بياء ساكنة ويَغْلِبُ على الظنِّ أنَّها هذه ، وإنما تَصَحَّفَتْ على الرائي فحَسِبها مصدراً ، وظنَّ أنَّ ألف » قالوا « همزةُ وَصْلٍ.

 » أإنْ ذُكِّرْتُمْ « قرأ السبعةُ بهمزةِ استفهام بعدها » إنْ « الشرطيةُ ، وهم على ما عَرَفْتَ مِنْ أصولِهم : من التسهيلِ والتحقيق وإدخالِ ألفٍ بين الهمزتين وعدمِه في سورةِ البقرة . واختلف سيبويهِ ويونسُ إذ اجتمع استفهامٌ وشرطٌ أيُّهما يُجابُ؟ فذهبَ سيبويهِ إلى إجابةِ الاستفهام ، ويونسُ إلى إجابة الشرطِ ، فالتقديرُ عند سيبويهِ : » أإن ذُكِّرْتُمْ تتطيَّرون « وعند يونسَ » تطيَّرُوا « مجزوماً ، فالجوابُ للشرطِ على القولين محذوفٌ . وقد تقدَّم هذا في سورة الأنبياء.»

وقرأ أبو جعفر وطلحة وزرٌّ بهمزتين مفتوحتين إلاَّ أن زرَّاً لم يُسَهِّلَ الثانيةَ ك

٣٧٧٧ أإنْ كُنْتَ داودَ بنَ أحوى مُرَجَّلاً . . . فلستَ براعٍ لابنِ عمِّك مَحْرَما

ورُوي عن أبي عمروٍ وزرٍّ أيضاً كذلك ، إلاَّ أنهما فَصَلا بألفٍ بين الهمزتين . وقرأ الماجشون بهمزةٍ واحدةٍ مفتوحة . وتخريجُ هذه القراءاتِ الثلاثِ على حَذْفِ لامِ العلةِ أي : ألَئِنْ ذُكِّرْتم تطيَّرْتُمْ ، ف تَطَيَّرْتُمْ هو المعلولُ ، وأنْ ذُكِّرتم علتُه ، والاستفهامُ منسَحِبٌ عليهما في قراءةِ الاستفهامِ وفي غيرِها يكونُ إخباراً بذلك.

وقرأ الحسن بهمزةٍ واحدةٍ مكسورة وهي شرطٌ من غير استفهامٍ ، وجوابُه محذوفٌ أيضاً.

وقرأ الأعمشُ والهمدانيُّ » أَيْنَ « بصيغةِ الظرفِ . وهي » أين « / الشرطيةُ ، وجوابُها محذوفٌ عند جمهور البصريين أي : أين ذُكرتم فطائرُكم معكم ،  صَحِبَكم طائرُكم ، لدلالةِ ما تقدَّم مِنْ قولِه » طائرُكُمْ معكم « ومَنْ يُجَوِّزُ تقديمَ الجوابِ لا يَحْتاج إلى حَذْفٍ.

وقرأ الحسن وأبو جعفر وأبو رجاء والأصمعيُّ عن نافع » ذُكِرْتُمْ « بتخفيفِ الكاف.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

﴿ ٢٠