٩(وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (٩) __________ (١) قال السَّمين : بِزِينَةٍ الكواكب : قرأ أبو بكر بتنوين « زينة » ونصب « الكواكب » وفيه وجهان ، أحدهما : أَنْ تكونَ الزينةُ مصدراً ، وفاعلُه محذوفٌ ، تقديره : بأنْ زَيَّنَ اللّه الكواكبَ ، في كونِها مضيئةً حَسَنةً في أنفسها . و الثاني : أنَّ الزينةَ اسمٌ لِما يُزان به كاللِّيْقَةِ : اسمٌ لِما تُلاقُ به الدَّواةُ ، فتكون « الكواكبُ » على هذا منصوبةً بإضمارِ « أَعْني » ، تكون بدلاً مِنْ سماء الدنيا بدلَ اشتمالٍ أي : كواكبها ، من محل « بزينة ». وحمزةُ وحفصٌ كذلك ، إلاَّ أنهما خَفَضا الكواكب على أنْ يُرادَ بزينة : ما يُزان به ، والكواكب بدلٌ بيانٌ للزينة. والباقون بإضافةِ « زينة » إلى « الكواكب » . وهي تحتملُ ثلاثةَ أوجهٍ ، أحدها : أَنْ تكونَ إضافةَ أعمَّ إلى أخصَّ فتكونَ للبيان نحو : ثوبُ خَزّ . الثاني : أنها مصدرٌ مضافٌ لفاعلِه أي : بأن زَيَّنَتِ الكواكبُ السماءَ بضوئِها . والثالث : أنه مضافٌ لمفعولِه أي : بأَنْ زَيَّنها اللّه بأَنْ جَعَلها مشرِقةً مضيئةً في نفسِها. وقرأ ابن عباس وابن مسعود بتنوينها ، ورفعِ الكواكب . فإنْ جَعَلْتَها مصدراً ارتفع « الكواكب » به ، وإنْ جَعَلْتَها اسماً لِما يُزان به فعلى هذا ترتفع « الكواكبُ » بإضمار مبتدأ أي : هي الكواكبُ ، وهي في قوة البدلِ . ومنع الفراءُ إعمالَ المصدرِ المنوَّن . وزعمَ أنه لم يُسْمَعْ . وهو غلَطٌ لقولِه تعالى : إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ [ البلد : ١٤ ] كما سيأتي إن شاء اللّه . اهـ (الدُّرُّ المصُون). (٢) قال السَّمين : لاَّ يَسَّمَّعُونَ : قرأ الأخَوان وحفصٌ بتشديد السين والميم . والأصل : يَتَسَمَّعون فأدغم . والباقون بالتخفيف فيهما . واختار أبو عبيد الأُوْلى وقال : « لو كان مخففاً لم يتعَدَّ ب » إلى « . وأُجيب عنه : بأنَّ معنى الكلامِ : لا يُصْغُون إلى الملأ . وقال مكي : » لأنه جرى مَجْرى مُطاوِعِه وهو يتَسَمَّعُون ، فكما كان تَسَمَّع يتعدَّى ب « إلى » تَعَدَّى سَمِع ب « إلى » وفَعِلْتُ وافتعلْتُ في التعدِّي سواءٌ ، فَتَسَمَّع مطاوع سمعَ ، واستمع أيضاً مطاوع سَمِع فتعدَّى سَمِعَ تعدِّيَ مطاوعِه «. وهذه الجملةُ منقطعةٌ عَمَّا قبلها ، ولا يجوزُ فيها أَنْ تكونَ صفةً لشيطان على ؛ إذ يصير التقدير : مِنْ كلِّ شيطانٍ ماردٍ غيرِ سامعٍ مستمعٍ . وهو فاسدٌ . ولا يجوزُ أيضاً أَنْ تكونَ جواباً لسؤال سائلِ : لِمَ تُحْفَظُ من الشياطين؟ إذ يَفْسُد معنى ذلك . وقال بعضهم : أصلُ الكلامِ : لئلا يَسْمَعوا ، فَحُذِفت اللامُ ، وأَنْ ، فارتفع الفعلُ . وفيه تَعَسُّفٌ . وقد وَهِم أبو البقاء فجوَّزَ أَنْ تكون صفةً ، وأنْ تكونَ حالاً ، وأنْ تكونَ مستأنفةً ، فالأولان ظاهرا الفسادِ ، والثالثُ إن عنى به الاستئنافَ البيانيَّ فهو فاسدٌ أيضاً ، وإنْ أرادَ الانقطاعَ على ما قَدَّمْتُه فهو صحيحٌ . اهـ (الدُّرُّ المصُون). قيل دائم وقيل موجع. * * * |
﴿ ٩ ﴾