٧

و (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧)

__________

(١) قال السَّمين :

  كَمْ أَهْلَكْنَا  : « كم » مفعولُ « أهلَكْنا » ، و « مِنْ قَرْنٍ » تمييزٌ ، و « مِنْ قبلِهم » لابتداء الغاية.

 « ولات حين » هذه الجملةُ في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ فاعل « نادَوْا » أي : استغاثوا ، والحالُ أنه لا مَهْرَبَ ولا مَنْجى.

وقرأ العامَّةُ « لاتَ » بفتح التاء و « حينَ » بالنصبِ ، وفيها أوجهٌ ، أحدها : - وهو مذهبُ سيبويه - أنَّ « لا » نافيةٌ بمعنى ليس ، والتاءُ مزيدةٌ فيها كزيادتِها في رُبَّ وثَمَّ ، ولا تعملُ إلاَّ في الأزمان خاصةً نحو : لاتَ حينَ ، ولات أوان ، ك

٣٨٣٠ طلبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ . . . فَأَجَبْنا أنْ ليسَ حينَ بقاءِ

وقول الآخر :

٣٨٣١ نَدِمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ . . . والبَغيُ مَرْتَعٌ مُبْتَغِيْه وخيمُ

والأكثرُ حينئذٍ حَذْفُ مرفوعِها تقديرُه : ولات الحينُ حينَ مناصٍ . وقد يُحْذَفُ المنصوبُ ويبقى المرفوعُ . وقد قرأ هنا بذلك بعضُهم ك

٣٨٣٢ مَنْ صَدَّ عَنْ نيرانِها . . . فأنا ابنُ قَيْسٍ لا بَراحُ

أي : لا براحٌ لي . ولا تعملُ في غيرِ الأحيان على المشهور ، وقد تُمُسِّك بإعمالها في غير الأحيان ب

٣٨٣٣ حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ . . . وبدا الذي كانَتْ نَوارُ أجَنَّتِ

فإنَّ « هَنَّا » مِنْ ظروفِ الأمكنةِ . وفيه شذوذٌ مِنْ ثلاثةِ أوجهٍ ، أحدها : عَمَلُها في اسمِ الإِشارةِ وهو معرفةٌ ولا تعملُ إلاَّ في النكراتِ .

الثاني : كونُه لا يَتَصَرَّفُ . الثالث : كونُه غيرَ زمانٍ . وقد رَدَّ بعضُهم هذا بأنَّ « هَنَّا » قد خرجَتْ عن المكانية واسْتُعْمِلت في الزمان ، كقولِه تعالى :  هُنَالِكَ ابتلي المؤمنون  [ الأحزاب : ١١ ] وقولِ الشاعر :

٣٨٣٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فهناك يَعْتَرفون أين المَفْزَعُ

كما تقدم في سورة الأحزاب؛ إلاَّ أنَّ الشذوذَيْن الآخرَيْن باقيان . وتأوَّل بعضُهم البيتَ أيضاً بتأويلٍ آخرَ : وهو أَنَّ « لاتَ » هنا مهملةٌ لا عملَ لها و « هَنَّا » ظرفٌ خبرٌ مقدمٌ/ و « حَنَّتِ » مبتدأ بتأويلِ حَذْفِ « أنْ » المصدرية تقديرُه : أنْ حَنَّتْ نحو « تَسْمَعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أَنْ تَراه » . وفي هذا تكلُّفٌ وبُعْدٌ . إلاَّ أنَّ فيه الاستراحةَ من الشذوذاتِ المذكورات  الشذوذَيْن.

وفي الوقفِ عليها مذهبان : المشهورُ عند العربِ وجماهيرِ القراءِ السبعةِ بالتاءِ المجبورةِ إتْباعاً لمرسومِ الخطِّ الشريفِ . والكسائيُّ وحدَه من السبعةِ بالهاء . والأولُ مذهبُ الخليلِ وسيبويه والزجاج والفراء وابن كَيْسان ، والثاني مذهبُ المبرد . وأغرب أبو عبيد فقال : الوقفُ على « لا » والتاءُ متصلةٌ ب « حين » فيقولون : قُمْتُ تحينَ قمتَ ، وتحينَ كان كذا فعلتُ كذا . وقال : « رأيتها في الإِمام كذا : » ولا تحين « متصلة . وأنْشَدَ على ذلك أيضاً قولَ الشاعر :

٣٨٣٥ العاطفونَ تحينَ ما مِنْ عاطِفٍ . . . والمُطْعِمون زمانَ لا من مُطْعِمِ

والمصاحفُ إنما هي « ولاتَ حين » . وحَمَلَ العامَّةُ ما رآه على أنه ممَّا شَذَّ عن قياسِ الخَطِّ كنظائرَ له مَرَّتْ لك.

وأمَّا البيتُ فقيل : إنَّه شاذٌّ لا يُلْتَفَتُ إليه . وقيل : إنه إذا حُذِفَ الحينُ المضافُ إلى الجملة التي فيها « لات » جاز أَنْ تُحْذَفَ « لا » وحدها ويُسْتَغْنى عنها بالتاء . والأصل : العاطفونَ حين لات حينَ لا مِنْ عاطفٍ ، فحذف « حين » الأول و « لا » وحدَها ، كما أنه قد صَرَّح بإضافة « حين » إليها في قول الآخر :

٣٨٣٦ وذلك حينَ لاتَ أوانَ حِلْمٍ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ذكر هذا الوجهَ ابنُ مالك ، وهو متعسِّفٌ جداً . وقد تُقَدَّرُ إضافةُ « حين » إليها مِنْ غيرِ حَذْفٍ لها ك

٣٨٣٧ تَذَكَّرَ حُبَّ ليلى لاتَ حينَا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أي : حين لاتَ حين . وأيضاً فكيف يصنع أبو عبيدٍ ب

٣٨٣٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ

[ وقوله ] :

٣٨٣٩ . . . . . . . . . . . . . . لات أوانَ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فإنه قد وُجِدت التاءُ مع « لا » دون « حين »؟

الوجه الثاني من الأوجه السابقة : أنها عاملةٌ عملَ « إنَّ » يعني أنها نافيةٌ للجنسِ فيكون « حينَ مناص » اسمَها ، وخبرُها مقدر تقديرُه : ولات حينَ مناصٍ لهم ، كقولك : لا غلامَ سفرٍ لك ، واسمها معربٌ لكونِه مضافاً.

الثالث : أنَّ بعدها فعلاً مقدراً ناصباً ل « حين مَناص » بعدها أي : لات أَرى حينَ مَناصٍ لهم بمعنى : لستُ أرى ذلك ومثلُه :  لاَ مَرْحَباً بِهِمْ  ولا أهلاً ولا سهلاً أي : لا أَتَوْا مَرْحباً ، ولا لَقُوا أهلاً ، ولا وَطِئوا سهلاً . وهذان الوجهان ذهب إليهما الأخفش وهما ضعيفان . وليس إضمارُ الفعلِ هنا نظيرَ إضماره في

٣٨٤٠ ألا رَجُلاً جَزاه اللّه خيراً . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لضرورةِ أنَّ اسمَها المفردَ النكرةَ مبنيٌّ على الفتح ، فلمَّا رأينا هذا معرباً قدَّرْنا له فعلاً خلافاً للزجاج ، فإنه يُجَوِّزُ تنوينَه في الضرورة ، ويدَّعي أن فتحتَه للإِعراب ، وإنما حُذِف التنوينُ للتخفيفِ ويَسْتَدِلُّ بالبيتِ المذكور وتقدَّم تحقيقُ هذا.

الرابع : أن « لات » هذه ليسَتْ هي « لا » مُزاداً فيها تاءُ التأنيث ، وإنما هي : « ليس » فأُبْدلت السينُ تاءً ، وقد أُبْدِلت منها في مواضعَ قالوا : النات يريدون : الناس . ومنه « سِتٌّ » وأصله سِدْس . قال :

٣٨٤١ يا قاتلَ اللّه بني السَّعْلاتِ . . . عمرَو بنَ يَرْبُوعٍ شرارَ الناتِ

لَيْسوا بأخيارٍ ولا أَكْياتِ . . . وقُرِئ شاذاً « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النات » إلى آخره . يريد : شرارَ الناسِ ولا أكياسِ ، فأبْدل . ولَمَّا أبدل السينَ تاءً خاف من التباسها بحرفِ التمني فقلب الياءَ ألفاً فبقيَتْ « لات » وهو من الاكتفاء بحرف العلةِ؛ لأنَّ حرف العلة لا يُبْدل ألفاً إلاَّ بشروطٍ منها : أن يتحرَّكَ ، وأَنْ ينفتحَ ما قبله ، فيكون « حينَ مناص » خبرَها ، والاسمُ محذوفٌ على ما تقدَّم ، والعملُ هنا بحقِّ الأصالةِ لا الفرعيةِ.

وقرأ عيسى بن عمر  وَّلاَتِ حِينِ مَنَاصٍ  بكسر التاء وجرِّ « حين » وهي قراءةٌ/ مُشْكلةٌ جداً . زعم الفراء أنَّ « لات » يُجَرُّ بها ، وأنشد :

٣٨٤٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولَتَنْدَمَنَّ ولاتَ ساعةِ مَنْدَمِ

وأنشد غيرُه :

٣٨٤٣ طلبوا صلحَنا ولاتَ أوانٍ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البيت . وقال الزمخشري : « ومثلُه قول أبي زبيد الطائي : طلبوا صلحنا . البيت . قال : فإنْ قلتَ ما وجهُ الجرِّ في » أوان «؟ قلت : شُبِّه ب » إذ « في

٣٨٤٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وأنتَ إذٍ صحيحُ

في أنه زمانٌ قُطِع منه المضافُ إليه وعُوِّض منه التنوينُ لأن الأصلَ : ولات أوان صلح . فإن قلتَ : فما تقولُ في » حينَ مناصٍ « والمضافُ إليه قائمٌ؟ قلت : نَزَّلَ قَطْعَ المضافِ إليه مِنْ » مناص « - لأنَّ أصلَه : حين مناصِهم - منزلةَ قَطْعِه مِنْ » حين « لاتحاد المضاف والمضاف إليه ، وجَعَل تنوينَه عوضاً من المضافِ المحذوفِ ، ثم بَنى الحين لكونِه مضافاً إلى غير متمكن » . انتهى.

وخرَّجه الشيخُ على إضمار « مِنْ » والأصل : ولات مِنْ حين مناص ، فحُذِفت « مِنْ » وبقي عملُها نحو قولِهم : على كم جِذْعٍ بَنَيْتَ بيتك؟ أي : مِنْ جذع في أصحِّ القولَيْن . وفيه قولٌ آخر : أنَّ الجرَّ بالإِضافة ، ومثله

٣٨٤٥ ألا رَجُلٍ جزاه اللّه خَيْراً . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أنشدوه بجرِّ « رَجُل » أي : ألا مِنْ رجل.

قلت : وقد يتأيَّد بظهورِها في

٣٨٤٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وقالَ : ألا لا مِنْ سبيلٍ إلى هندِ

قال : « ويكونُ موضعُ » مِنْ حين مناصٍ « رفعاً على أنه اسم لات بمعنى ليس ، كما تقولُ : ليس من رجلٍ قائماً ، والخبرُ محذوفٌ ، وعلى هذا قولُ سيبويه . وعلى أنه مبتدأٌ والخبرُ محذوفٌ على قولِ الأخفشِ . وخَرَّج الأخفشُ » ولاتَ أَوانٍ « على حَذْفِ مضافٍ ، يعني : أنه حُذِفَ المضافُ وبقي المضافُ إليه مجروراً على ما كان . والأصلُ : ولات حينُ أوانٍ.

وقد رَدَّ هذا الوجهَ مكيٌّ : بأنه كان ينبغي أَنْ يقومَ المضافُ إليه مَقامَه في الإِعراب فيُرفعَ . قلت : قد جاء بقاءُ المضافِ إليه على جَرِّه . وهو قسمان : قليلٌ وكثيرٌ . فالكثيرُ أَنْ يكونَ في اللفظ مِثْلُ المضاف نحو :

٣٨٤٧ أكلَّ امرِىءٍ تَحْسَبين امرَأً . . . ونارٍ تَوَقَّدُ بالليلِ نارا

أي : وكلَّ نارٍ . والقليلُ أَنْ لا يكونَ كقراءة مَنْ قرأ  واللّه يُرِيدُ الآخرة  بجر » الآخرةِ « فليكنْ هذا منه . على أنَّ المبردَ رواه بالرفعِ على إقامتِه مُقامَ المضافِ.

وقال الزجَّاج : » الأصل : ولات أواننا ، فحُذِفَ المضافُ إليه فوجَبَ أَنْ لا يُعْرَبَ ، وكسرُه لالتقاءِ الساكنين « . قال الشيخ : » هذا هو الوجهُ الذي قرَّره الزمخشريُّ ، أَخَذَه من أبي إسحاقَ « قلت : يعني الوجهَ الأولَ ، وهو  ولاتَ أوان صلحٍ.

هذا ما يتعلَّقُ بجرِّ « حين ».

وأمَّا كسرُ تاءِ « لات » فعلى أصلِ التقاءِ الساكنين ك جَيْرِ ، إلاَّ أنه لا تُعْرف تاءُ تأنيثٍ إلاَّ مفتوحةً.

وقرأ عيسى أيضاً بكسرِ التاءِ فقط ، ونصبِ « حين » كالعامَّةِ . وقرأ أيضاً « ولات حينُ » بالرفعِ ، « مناصَ » بالفتح . وهذه قراءةٌ مشكلةٌ جداً لا تَبْعُدُ عن الغلطِ مِنْ راويها عن عيسى فإنه بمكانةٍ مِنْ العلمِ المانعِ له من مثلِ هذه القراءةِ . وقد خَرَّجها أبو الفضلِ الرازيُّ في « لوامحه » على التقديمِ والتأخيرِ ، وأنَّ « حين » أُجْرِي مُجْرى قبل وبعد في بنائِه على الضمِّ عند قَطْعِه عن الإِضافة بجامع ما بينه وبينهما مِن الظرفيةِ الزمانيةِ . و « مَناصَ » اسمُها مبنيٌّ على الفتح فُصِل بينَه وبينها ب « حين » المقطوعِ عن الإِضافة . / والأصلُ : ولاتَ مناص حين كذا ، ثم حُذِفَ المضافُ إليه « حين » ، وبُني على الضم وقَدَّم فاصلاً بين « لات » واسمِها . قال : « وقد يجوزُ أَنْ يكونَ لذلك معنًى لا أَعْرِفُه » . وقد رُوِي في تاءِ « لاتَ » الفتحُ والكسرُ والضمُّ.

و « فنادَوْا » لا مفعولَ له؛ لأنَّ القصدَ : فَعَلوا النداءَ ، مِنْ غيرِ قصدِ منادى . وقال الكلبيُّ : « كانوا إذا قاتلوا فاضْطُرُّوا نادى بعضُهم لبعضٍ : مناص أي : عليكم بالفرارِ ، فلَمَّا أتاهم العذابُ قالوا : مناص » . فقال اللّه تعالى لهم : ولات حينَ مناصٍ « . قال القشيريُّ : » فعلى هذا يكونُ التقديرُ : فنادَوْا مناص ، فحُذِف لدلالةِ ما بعده عليه « . قلت : فيكون قد حَذَفَ المنادى وهو بعضاً وما ينادُوْن به ، وهو مناص ، أي : نادَوْا بعضَهم بهذا اللفظِ . وقال الجرجانيُّ : » أي : فنادَوْا حين لا مناص أي : ساعةَ لا مَنْجَى ولا فَوْتَ ، فلمَّا قَدَّم « لا » وأَخَّر « حين » اقتضى ذلك الواوَ كما تقتضي الحالُ إذا جُعِل ابتداءً وخبراً مثلَ ما تقول : « جاء زيدٌ راكباً » ثم تقول : جاء وهو راكبٌ . ف « حين » ظرفٌ لقولِه « فنادَوْا » . قال الشيخ : « وكونُ أصلِ هذه الجملةِ فنادَوْا : حين لا مناص ، وأنَّ » حين « ظرفٌ ل » فنادَوْا « دعوى أعجميةٌ في نَظْمِ القرآن ، والمعنى على نظمِه في غايةِ الوضوح » . قلت : الجرجانيُّ لا يَعْني أنَّ حين ظرفٌ ل « نادَوْا » في التركيبِ الذي عليه القرآن الآن ، إنما يعني بذلك في أصلِ  والتركيب ، كما شَبَّه ذلك بقولِك « جاء زيدٌ راكباً » ثم ب « جاء زيدٌ وهو راكبٌ » ف « راكباً » في التركيبِ الأولِ حالٌ ، وفي الثاني خبرُ مبتدأ ، كذلك « حين » كان في الأصل ظرفاً للنداء ، ثم صار خبرَ « لات »  اسمَها على حسبِ الخلافِ المتقدِّم.

والمناصُ : مَفْعَل مِنْ ناص يَنُوص أي : هَرَبَ فهو مصدرٌ يقال : نَاصه يَنُوصه إذا فاته فهذا متعدٍّ ، وناصَ يَنُوص أي : تأخَّر . ومنه ناص عن قِرْنِه أي : تأخَّر عنه جُبْناً . قاله الفراء ، وأنشد قولَ امرئ القيس :

٣٨٤٨ أمِنْ ذِكْرِ سَلْمى أَنْ نَأَتْكَ تَنُوْصُ . . . فتَقْصُرُ عنها حِقْبةً وتَبُوْصُ

قال أبو جعفر النحاس : « ناصَ يَنُوص أي : تقدَّم فيكون من الأضداد » . واستناص طلب المَناص . قال حارثة بن زيد :

٣٨٤٩ غَمْرُ الجِراءِ إذا قَصَرْتُ عِنانَه . . . بيديْ اسْتَناصَ ورام جَرْيَ المِسْحَلِ

ويقال : ناص إلى كذا ينوص نَوْصاً أي : التجأ إليه . اهـ (الدُّرُّ المصُون).

حكاية عنهم أيضاً ، أي ما سمعنا بهذا في النصْرانِية وَلَا اليهوديةِ ولا فيما

أدركنا عليه آباءنا.

(إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ).

أي إلا تقوُّل.

* * *

﴿ ٧