٣٦

(أَلَيْسَ اللّه بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٦)

(أَلَيْسَ اللّه بِكَافٍ عَبْدَهُ)

ويقرأ (عباده) ، ولو قرئت " كافِي عَبْدِه " و " كافي عِبادِه " لجازَتْ ، ولكن

القراءة سنة لا تخالف.

ومعنَى بكاف عبده يدل على النصر ، وعلى أنه ك

(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ، وهو مثل : (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥).

(وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ).

أي يخوفون بآلهتهم وأوْثَانِهِم.

ويروى أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى العُزى ليكسرها ، فلما جاء خالد قال له سَادِنُها : أُحَذِرُكَهَا يَا خَالِدُ

إن لها شدةً لا يقوم لها شيء فعمد خالِذ إلى العزى فهشم أنفها ، فهذا معنى

(وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) ، لأن تخويفهم خالِداً هو تخويفهم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - لأنه وجهه.

ثم أعلم - مَعَ عِبَادَتِهم العُزى وَالْأوْثَان - أنهم مُقرونَ بأن اللّه خَالِقُهُمْ

﴿ ٣٦