١٥

وقوله عزَّ وجلَّ : (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥)

جاء في التفسير أن الروحَ الوحي ، وجاء أن الروح القرآنُ وجاء أن الروح

أمر النبوة.

فيكون  تُلقي الروح  أمر النبوة على من تشاء ، على من

تختصه بالرسالة.

(لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ).

أي لينذر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بالذي يوحى إليه يوم التلاق ، ويجوز أن يكون لينذر اللّه يوم التلاق ، والأجود - واللّه أعلم - أن يكون لينذرَ النبي - صلى اللّه عليه وسلم -.

والدليل على ذلك أنه قرئ لتُنْذِرَ يوم التلاق - بالتاء -.

ويجوز يوم التَلَاقِي بإثبات الياء ، والحذف جائز حسن لأنه آخر آية.

ومعنى التلاقي يوم يلتقي أهل الأرض وأهل السماء.

وتأويل الروح فيما فسَّرنا أنه به حياة الناس ، لأن كل مُهتَدٍ حَيٌّ ، وكل ضَالٍّ كالميِّتِ ، قال اللّه عز وجل : (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ). وقال : (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ).

وهذا جائز في خطاب الناس ، يقول القائل لمن لَا يفقه عَنه ما فيهِ صَلَاحُه : أنت مَيِّتٌ.

* * *

﴿ ١٥