١٢(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢) (فَقَضَاهُنَّ). فَخَلَقَهُنَّ وَصَنَعُهُنَّ. قَالَ أَبُو ذُؤيبٍ. __________ (١) قال السَّمين : » سواءً « العامَّةُ على النصبِ ، وفيه أوجهٌ ، أحدُها : أنه منصوبٌ على المصدرِ بفعلٍ مقدرٍ أي : استَوتْ استواءً ، قاله مكي وأبو البقاء . و الثاني : أنه حالٌ مِنْ » ها « في » أقواتها « مِنْ » ها « في » فيها « العائدةِ على الأرض من الأرض ، قاله أبو البقاء. وفيه نظرٌ؛ لأنَّ : إنما هو وصفُ الأيامِ بأنها سواءٌ ، لا وصفُ الأرضِ بذلك ، وعلى هذا جاء التفسيرُ . ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ » سَواءٍ « بالجرِّ صفةً للمضافِ المضافِ إليه . وقال السدي وقتادة : سواءً معناه : سواءً لمن سألَ عن الأمرِ واستفهم عن حقيقةِ وقوعِه ، وأرادَ العِبْرَةَ فيه ، فإنه يَجِدُه كما قال تعالى ، إلاَّ أنَّ ابنَ زيدٍ وجماعةً قالوا شيئاً يَقْرُبُ من الذي ذكره أبو البقاء ، فإنهم قالوا : معناه مُسْتَوٍ مُهَيَّأٌ أمرُ هذه المخلوقاتِ ونَفْعُها للمحتاجين إليها من البشر ، فعبَّر بالسائلين عن الطالبين. وقرأ زيد بن علي والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى ويعقوب وعمرو بن عبيد » سَواءٍ « بالخفضِ على ما تقدَّمَ ، وأبو جعفرٍ بالرفع ، وفيه وجهان ، أحدهما : أنه على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ أي : هي سواءٌ لا تَزيد ولا تنقصُ . وقال مكي : » هو مرفوعٌ بالابتداء « ، وخبرُه » للسائلين « . وفيه نظرٌ : من حيث الابتداءُ بنكرةٍ من غيرِ مُسَوِّغٍ ، ثم قال : » بمعنى مُسْتوياتٍ ، لمن سأل فقال : في كم خُلِقَتْ؟ وقيل : للسَّائلين لجميع الخَلْقِ لأنهم يَسْألون الرزقَ وغيرَه مِنْ عند اللّه تعالى «. » للسَّائلين « فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدها : أنه متعلقٌ ب » سواء « بمعنى : مُسْتويات للسائلين . الثاني : أنه متعلِّقٌ ب » قَدَّر « أي : قَدَّر فيها أقواتَها لأجلِ الطالبين لها المحتاجين المُقتاتين . الثالث : أَنْ يتعلَّق بمحذوفٍ كأنه قيل : هذا الحَصْرُ لأجلِ مَنْ سأل : في كم خُلِقَتِ الأرضُ وما فيها ؟. اهـ (الدُّرُّ المصُون). وعليهما مسرودتان قضاهما . . . داودُ صَنَع السَّوابغَ تبَّع معناه عملهما وَصَنَعُهَما. (وَأوُحَى فِي كُلَ سَمَاءٍ أَمْرَهَا). قِيلَ ما يُصْلِحُهَا ، وَقِيلَ مَلَائِكَتُهَا. (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا). معناه وحفظناها مِنَ اسْتِمَاعِ الشياطِين بالكواكب حِفْظاً فقال : (قل أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) بمن هذه قدرته (وتجعلون له أنداداً) أي أصناماً تنحتونها بَأيْدِيكم. (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). أي الذي هذه صفته وله هذه القدرة رَبُّ العَالَمِينَ. * * * |
﴿ ١٢ ﴾