٥٣

و (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)

أي سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد في الآفاق ، وواحدها أُفُق.

يقول : سنريهم آثار مَن مَضَى قبلهم مِمنْ كَذبَ الرسُلَ من الأمم وآثرَ خلقِ اللّه في كل البلاد

(وَفِي أَنْفُسِهِمْ) من أنهم كانوا نُطَفاً ثم عَلقَاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً

كُسِيَتْ لحماً ، ثم نقلوا إل التمييز والعقل ، وذلك كله دَليل على أن الذي فعله واحدٌ ليس كمثلِه شيء.

(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).

ويجوز " إنَّهُ " ، والقراءة " أنَّه " بالفتح.

وموضع (بِرَبِّكَ) في  رفع.

 أولم يكف رَبكَ

وموضع (أنه) نصب ، وإن شئتَ كانَ رفعاً.

 في النصب  لم يكف ربك بأنه على كل شيء شَهِيدٌ.

ومن رفع فعلى البدل ،  أوَلم يكف أَنَ رَبَّكَ عَلَى كُلِ شَيء شَهِيدٌ ، أي أوَلم يكفهم شهادة ربِّك.

ومعنى الكفاية ههنا أنه قَد بَين لهم ما فيه كفاية في الدلاَلَةِ على تَوْحِيدِهِ وبينت

رُسُلُه (١).

* * *

﴿ ٥٣