١٨

قوله (أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (١٨)

__________

(١) قال السَّمين :

 « أَتَعِدانِني » العامَّةُ على نونَيْن مكسورتَيْن : الأولى للرفع والثانية للوقاية ، وهشام بالإِدغام ، ونافع في روايةٍ بنونٍ واحدة . وهذه مُشَبَّهةٌ ب  تأمروني أَعْبُدُ  [ الزمر : ٦٤ ] . وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر وعبد الوارث عن أبي عمروٍ بفتح النونِ الأولى ، كأنَّهم فَرُّوا مِنْ توالي مِثْلَيْنِ مكسورَيْن بعدهما ياءٌ . وقال أبو البقاء : « وهي لغةٌ شاذَّةٌ في فتح نون الاثنين » قلت : إنْ عَنَى نونَ الاثنين في الأسماءِ نحو

٤٠٤١ على أَحْوَذِيَّيْنَ اسْتَقَلَّتْ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فليس هذا منه . وإن عَنَى في الفعلِ فلم يَثْبُتْ ذلك لغةً ، وإنَّما الفتحُ هنا لِما ذكَرْتُ.

 « أَنْ أُخْرَجَ » هو الموعودُ به ، فيجوزُ أَنْ تُقَدِّرَ الباءَ قبل « أَنْ » وأَنْ لا تُقَدِّرَها.

 « وقد خَلَتْ » جملةٌ حاليةٌ . وكذلك  وَهُمَا يَسْتَغثِيَانِ اللّه  أي : يَسْألان اللّه . واستغاث يتعدَّى بنفسِه تارةً وبالباء أخرى ، وإن كان ابنُ مالكٍ زعمَ أنَّه متعدٍّ بنفسِه فقط ، وعابَ قولَ النحاةِ « مستغاث به » قلت : لكنه لم يَرِدْ في القرآن إلاَّ متعدَّياً بنفسِه إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ  [ الأنفال : ٩ ]  فاستغاثه الذي  [ القصص : ١٥ ]  وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ  [ الكهف : ٢٩ ]  « وَيْلَكَ » منصوبٌ على المصدرِ بفعلٍ مُلاقٍ له في  دونَ الاشتقاقِ . ومثله : وَيْحَه ووَيْسَه ووَيْبَه ، وإمَّا على المفعولِ به بتقدير : ألزمَك اللّه وَيْلَكَ . وعلى كلا التقديرَيْن الجملةُ معمولةٌ لقولٍ مقدرٍ أي : يقولان وَيْلَكَ آمِنْ . والقولُ في محلِّ نصب على الحال أي : يَسْتغيثان اللّه قائلين ذلك.

  إِنَّ وَعْدَ اللّه حَقٌّ  العامةُ على كسرِ « إنَّ » / استئنافاً  تعليلاً . وقرأ عمرو بن فائد والأعرج بفتحِها على أنها معمولةٌ ل آمِنْ على حَذْفِ الباءِ أي : آمِنْ بأنَّ وَعْدَ اللّه حقٌّ . اهـ (الدُّرُّ المصُون).

فأَعلم اللّه أن هؤلاء قد حقتْ عَلَيْهِم كلمة العذاب ، وإذا أعلم بذلك

فقد أعلم أنهم لا يؤمنون ، وعبد الرحمن مؤمن ، ومن أفاضل المُؤْمِنِين.

وسَرَوَاتِهم.

والتفسير الصحيح أنها نزلت في الكافر العاق.

* * *

﴿ ١٨