| ١٤قوله عزَّ وجلَّ : (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وقال في موضع آخر : (إنَا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ) وقال : (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) وقال : (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ). وهذه الألفاظ التي قال اللّه عزَّ وجلَّ إنه خلق الِإنسان منها مختلفة اللفظ وهي في راجعة إلى أصل وَاحدٍ. فأصل الطين التراب. فأعلم اللّه - عزَّ وجلَّ - أنه خلق آدم من تراب جُعِلَ طيناً ثم انتقل فصار كالْحمَأ ثم انتقل فصار صَلْصَالًا كالْفَخار ، والصلصال اليابس ، فهذا كله أصله التراب وليس فيه شيء ينقض بعضه بعضاًء وإنما شرحنا هذا لأن قوماً من __________ (١) قال السَّمين : آلآءَ اللّه أي نِعَمه ، وهو جمعٌ مفردُه » إلْيٌ « بكسر الهمزة وسكونِ اللام كحِمْل وأحمال ، » أُلْي « بضم الهمزة وسكون اللام كقُفل وأقفال ، » إلَى « بكسرِ الهمزة وفتح اللام كضِلَع وأضلاع وعِنب وأعناب ، » أَلَى « بفتحها كقفا وأقفاء ، قال الأعشى : ٢٢٢٨ . . . أبيضُ لا يَرْهَبُ الهُزال ولا يقطعُ رَحْمي ولا يَخُونُ إلى . . . يُنشد بكسر الهمزة وهو المشهور وبفتحها ومثله » الآناء « جمع إنْي أُنْي إنَى أَنَى . وقال الأخفش : » إنْوٌ « . والآناء : الأوقات ك وَمِنْ آنَآءِ الليل [ طه : ١٣٠ ] . اهـ (الدُّرُّ المصُون). الملحدين يسألون عن مثل هذا ليُلْبِسُوا على الضعفة ، فأعلم اللّه - عزَّ وجلَّ - من أي شيء خلق أبا الإنس جميعاً آدم عليه السلام ، وأعلم من أي شي : خلق أصل الجنِّ فقال : | 
﴿ ١٤ ﴾