١٤

قوله عزَّ وجلَّ : (وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللّه وَغَرَّكُمْ بِاللّه الْغَرُورُ (١٤)

معنى (فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) اسْتَعْمَلُتُموهَا في الفِتْنَةِ ، وتربصتم بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - والمؤمنين الدوائر.

(وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ).

أي ما كنتُمْ تَمنَّونَ من نزول الدوائر بالمؤمنين.

(حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللّه).

أي حتى أنزل اللّه نَصْرَهُ عَلَى نَبِيِّهِ والمؤمنين.

(وَغَرَّكُمْ بِاللّه الْغَرُورُ).

أيْ غَرَّكُمُ الشَيْطَانُ ، وهو الغرور على وَزْن الفَعُول ، وَفَعُول من أسماء

المبالغة ، تقول : فلان أكول إذا كانَ كثير الأكل وضروبٌ إذَا كانَ كثير

الضرْبِ ، ولذلك قيل للشيطان : الغرور لأنه يَغُرُّ ابنَ آدم كثيراً ، فإذا غرَّ مرة واحدةً فهو غارٌّ ، ويصلح غارٌّ للكثير ، فأمَّا غَرُورُ فلا يصلح لِلْقَلِيْلِ ، وقرئت (الغُرُورُ) وهو كل ما غرَّ من متاع الدنيا.

ومعنى (ارْتَبْتُمْ) غَلَّبْتُمُ الشكَّ على اليقين.

* * *

﴿ ١٤