٤وقوله عزَّ وجلَّ : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللّه أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٤) كَأنه وصفهم بتمام الصوَرِ وَحُسْنِ الإِبَانة ، ثم أعلم أنهم في تركهم التَّفهُّمَ والاستبصار بمنزلة الخشب فقال : (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ). ويقرأ (خُشْبٌ مُسَنَّدَةٌ) بإسْكانِ الشِين. فمن قرأ بإسكان الشين فهو بمنزلة بَدَنةٍ وَبُدْنٍ. ومن قال خَشُب - بضم الشين - فهو بمنزلة ثَمَرَةَ وَثُمُر. ويجوز (خَشَبٌ مُسَنَّدَةٌ) ، فلا تقرأ بها إلا أَن تثبت بها رواية ، وخشبة وخَشَبٌ مثل شجرة وشَجَر. و (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ). وصفهم اللّه تَعَالى بِالجُبْنِ ، ويكون أمر كل من خاطب النبي عليه السلام فإنَّمَا يخاطبه في أمرهم بكشف نِفَاقِهِمْ. و (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ). أَي هم العدو الأدنى ، فاحذرهم لأنهم كانوا أَعداء النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ويظهرون أَنَّهم مَعَهُ. وقوله - عزَّ وجلَّ - : (قَاتَلَهُمُ اللّه أَنَّى يُؤْفَكُونَ). ومعنى (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) من أين يصرفون عن الحق إلى الباطل. * * * |
﴿ ٤ ﴾