١٦(نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦) (نَزَّاعَةٌ) وقُرئت (نَزاعَةً للشوَى). والقراءة (نَزَّاعَةٌ) ، والقراء عليها وهي في النحو أَقْوى مِنَ النصْبِ. وذكر أَبو عبَيْدٍ إنها تجوز في العربيَّةِ ، وأنه لا يَعْرِفُ أَحَداً قَرَأَ بها. وقد رويت عن الحسن ، واختلف فيها عن عَاصِمٍ ، فَأَما ما رواه أبو عمرو عن عاصم فَـ (نَزَّاعَةً) - بالنصب - وروى غيره (نَزَّاعَةٌ) بالرفع. فأَما الرفع فَمِنْ ثَلاث جِهَاتٍ : أحدها أن تكون " لَظًى ، و " نَزَّاعة " خبراً عن الهَاءِ والألِفِ ، كما تقول : إنه حُلْوٌ حَامِضٌ ، تريد أنه جمع الطعمين. فيكون الهاء والألف إضماراً للقصة ، وهو الذي يسميه ، الكوفيون المجهول. أن القصة والخبر لظى نَزَّاعَة لِلشَّوَى ، والشوى الأطراف ، اليدَانِ والرَجْلَانِ والرأس ، والشوى جمع شواه ، وهي جلدة الرأس. قال الشاعر : قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ . . . قَدْ جُلِّلَتْ شَيْباً شَوَاتُهْ ؟ فأمَّا نصب (نَزَّاعَةً) فعلى أنها حال مؤكدة كما قال : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا) وكما تقول أنا زيدٌ معروفاً ، فيكون (نَزَّاعَةً) منصوباً مُؤَكِداً لأمر النار. ويجوز أن ينصب على معنى أنها تتلظى (نَزَّاعَةً) كما قال جلَّ ثناؤه : (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤). والوجه الثالث في الرفع يرفع على الذَّمِّ بإضمار هي على معنى هي نَزَّاعَةٌ لِلشَّوَى. ويكون نصبها أيضاً على الذم فيكون نصبها على ثلاثة أوجه. * * * |
﴿ ١٦ ﴾