١٢

و (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢)

الأنكال واحدها نِكْل.

وجاء في التفسير أنه ههنا قُيُودٌ مِنْ نَارٍ.

__________

(١) قال السَّمين :

  سَبْحَاً  : العامَّةُ على الحاء المهملة وهو مصدرُ سَبَحَ ، وهو استعارةٌ ، استعارَ للتصرُّفِ في الحوائجِ السِّباحةَ في الماءِ ، وهي البُعْدُ فيه . وقرأ يحيى بن يعمر وعكرمة وابنُ أبي عبلة سَبْخاً « بالخاء المعجمةِ . واختلفوا في تفسيرِها ، فقال الزمخشري : » استعارةً مِنْ سَبْخِ الصُّوفِ : وهو نَفْشُه ونَشْرُ أجزائِه لانتشارِ الهَمِّ وتفرُّقِ القلبِ بالشواغل . وقيل : التَّسبيخُ : التخفيفُ ، حكى الأصمعيُّ : سَبَخَ اللّه عَنَك الحُمَّى ، أي : خَفَّفَها عنك . قال الشاعر :

٤٣٦٦ فَسَبِّخْ عليكَ الهَمَّ واعلمْ بأنَّه . . . إذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ

أي : خَفِّفَ . ومنه « لا تُسَبِّخي بدُعائِك » ، أي : لا تُخَفِّفي . وقيل : التَّسْبيخ : المَدُّ . يقال : سَبِّخي قُطْنَكِ ، أي : مُدِّيه ، والسَّبيخة : قطعة من القطن . والجمعُ سبائخُ . قال الأخطل يصف صائِداً وكلاباً :

٤٣٦٧ فأَرْسَلوهُنَّ يُذْرِيْنَ الترابَ كما . . . يُذْرِيْ سبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوتارِ

وقال أبو الفضل الرازي : « وقرأ ابن يعمرَ وعكرمة » سَبْخاً « بالخاء معجمةَ وقالا : معناه نَوْماً ، أي : يَنامُ بالنهار ليَسْتعينَ به على قيام الليل . وقد تحتمِلُ هذه القراءةُ غيرَ هذا  ، لكنهما فَسَّراها فلا تَجاوُزَ عنه » . قلت : في هذا نظرٌ؛ لأنهما غايةُ ما في البابِ أنَّهما نقلا هذه القراءةَ ، وظَهَرَ لهما تفسيرُها بما ذكرا ، ولا يَلْزَمُ مِنْ ذلك أنَّه لا يجوزُ غيرُ ما ذَكَرا مِنْ تفسيرِ اللفظة.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

﴿ ١٢