٥

(فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (٥)

يعنى الملائكة.

وقيل في تفسير (والمرسلات) أنها الملائكة أرسلت بالمعروف.

وقيل إنها لعرف الفرس.

وقيل - (فالعَاصِفَاتِ عَصْفاً) الملائكة تعصف بروح الكافِر ؛ والباقي إلى آخر الآيات يعنى به الملائكة أيضاً.

وفيه وجه ثالث ، (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا) يعني به الرسل.

(فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا) الرياح ، (فالناشرات نشراً) الرياح.

(فالفارقات فرقاً) على هذا - التفسير الرسل أيضاً.

وكذلك (فالملقيات ذِكراً).

وهذه كلها مجرورة على جهة القسم ، وجواب القسم (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (٧)

__________

(١) قال السَّمين :

  عُرْفاً  : فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنَّه مفعولٌ مِنْ أجلِه ، أي : لأجلِ العُرْفِ وهو ضِدُّ النُّكْرِ . والمرادُ بالمُرْسَلاتِ : إمَّا الملائكةُ ، وإمَّا الأنبياءُ ، وإمَّا الرِّياحُ أي : والملائكةُ المُرْسَلاتُ ،  والأنبياء المُرْسَلات ،  والرياحُ المُرْسَلات . والعُرْفُ : المعروفُ والإِحسانُ . قال الشاعر :

٤٤٥٤ مَنْ يَفْعَلِ الخيرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ . . . لا يَذْهَبُ العُرْفُ بينَ اللّه والناسِ

وقد يُقال : كيف جَمَعَ صفةَ المذكرِ العاقلِ بالألفِ والتاءِ ، وحقُّه أَنْ يُجْمَعَ بالواوِ والنونِ؟ تقول : الأنبياءُ المُرْسَلونَ ، ولا تقولُ : المُرْسَلات . والجوابُ : أنَّ المُرْسَلات جَمْعُ مُرْسَلة ، ومُرْسَلة صفةٌ لجماعةٍ من الأنبياء ، فالمُرْسَلات جمعُ « مُرْسَلة » الواقعةِ صفةً لجماعة ، لا جمعُ « مُرْسَل » المفردِ .

الثاني : أَنْ ينتصِبَ على الحالِ بمعنى : متتابعة ، مِنْ قولِهم : جاؤوا كعُرْفِ الفَرَس ، وهم على فلانٍ كعُرْف الضَّبُع ، إذا تألَّبوا عليه . الثالث : أَنْ ينتصِبَ على إسقاطِ الخافضِ أي : المُرْسَلاتِ بالعُرْفِ . وفيه ضَعْفٌ ، وقد تقدَّمَ الكلامُ على العُرْف في الأعراف . والعامَّةُ على تسكينِ رائِه ، وعيسى بضمِّها ، وهو على تثقيلِ المخففِ نحو : « بَكُر » في بَكْر . ويُحتمل أَنْ يكونَ هو الأصلَ ، والمشهورةُ مخففةٌ منه ، ويُحْتَمَلُ أَنْ يكونا وزنَيْنِ مستقلَّيْن.

  عَصْفاً  : مصدرٌ مؤكِّدٌ لاسمِ الفاعلِ ، والمرادُ بالعاصفات : الرياحُ  الملائكةُ ، شُبِّهَتْ بسُرْعة جَرْيِها في أمرِ اللّه تعالى بالرياحِ ، وكذلك « نَشْراً » و « فَرْقاً » انتصبا على المصدرِ أيضاً . اهـ (الدُّرُّ المصُون).

وقال بعض أهل اللغة :  وربِّ المرسلات ، وهذه الأشياء كما

قال : (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ).

وقرئت عَرْفاً وَعُرفاً والمعنى واحد في العرف والعرف.

* * *

﴿ ٥