٦و (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦) جاء في التفسير إنك عامِل لربك عَمَلاً فملاقيه. وجاء أيضاً : سَاعٍ إلى __________ (١) قال السَّمين : وَأَذِنَتْ : عَطْفٌ على « انْشَقَّتْ » ، وقد تقدَّم أنه جوابٌ على زيادةِ الواوِ ، ومعنى « أَذِنَتْ » ، أي : استمعَتْ أَمْرَه . يُقال : أَذِنْتُ لك ، أي : استمَعْتُ كلامَك . وفي الحديث : « ما أَذِن اللّه لشيءٍ إذْنَه لنبيٍّ يتغَنَّى بالقرآن » وقال الشاعر : ٤٥٢١ صُمٌّ إذا سَمِعوا خيراً ذُكِرْتُ به . . . وإن ذُكِرْتُ بسُوْءٍ عندهم أَذِنوا وقال آخر : ٤٥٢٢ إنْ يَأْذَنُوا رِيْبةً طاروا بها فَرَحاً . . . وما هُمُ أَذِنُوا مِنْ صالحٍ دَفَنوا وقال الجحَّافُ بنُ حكيم : ٤٥٢٣ أَذِنْتُ لكمْ لَمَّا سَمِعْتُ هريرَكُمْ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . والاستعارةُ المذكورةُ في قولِه تعالى : قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ [ فصلت : ١١ ] الحقيقةُ عائدٌ ههنا. وَحُقَّتْ الفاعلُ في الأصلِ هو اللّه تعالى ، أي : حَقَّ اللّه عليها ذلك ، أي : بسَمْعِه وطاعتِه . يُقال : هو حقيقٌ بكذا وتَحَقَّق به ، والمعنى : وحُقَّ لها أَنْ تفعلَ. اهـ (الدُّرُّ المصُون). رَبِّك سَعْياً فَمُلاقِيهِ. والكدح في اللغة السعْيُ [والدأب] في العَمَلِ في باب الدنيا وباب الآخرة ، قال تميم بن مقبل : وما الدَّهرُ إِلا تارَتانِ فمنهما . . . أَموتُ وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ أي وَتَارة أسعى في طلبه العيش وأدْأبُ ، وقيلإ فملاقيه @فملاقٍ رَبًكَ. وقيل فَمُلَاقٍ عَمَلكَ. * * * |
﴿ ٦ ﴾