٢و (اللّه الصَّمَدُ (٢) روِيَ في التفسير أن المشركين قالوا للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - انسب لنا ربك ، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤). وتفسير (الصَّمَد) السَيد الذي ينتهي إليه السُّؤدَدُ قال الشاعر : __________ (١) بياض بالأصل. (٢) قال السَّمين : قُلْ هُوَ اللّه أَحَدٌ : في « هو » وجهان ، أحدهما : أنه ضميرٌ عائدٌ على ما يفْهَمُ من السياقِ ، فإنه يُرْوى في الأسباب : أنَّهم قالوا لرسولِ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلم : صِفْ لنا ربَّك وانْسُبْه . وقيل : قالوا له : أمِنْ نُحاس هو أم مِنْ حديدٍ؟ فنَزَلَتْ . وحينئذٍ يجوزُ أَنْ يكونَ « اللّه » مبتدأً ، و « أَحَدٌ » خبرُه . والجملةُ خبرُ الأولُ . ويجوزُ أَنْ يكونَ « اللّه » بدلاً ، و « أحدٌ » الخبرَ . ويجوزُ أَنْ يكونَ « اللّه » خبراً أوَّلَ ، و « أحدٌ » خبراً ثانياً . ويجوزُ أَنْ يكونَ « أحدٌ » خبرَ مبتدأ محذوفٍ ، أي : هو أحدٌ . و الثاني : أنَّه ضميرُ الشأنِ لأنه موضعُ تعظيمٍ ، والجلمةُ بعدَه خبرُه مفسِّرِةٌ. وهمزةُ « أحد » بدلٌ من واوٍ ، لأنَّه من الوَحْدة ، وإبدالُ الهمزةِ من الواوِ المفتوحةِ . وقيل : منه « امرأةٌ أناة » من الونى وهو الفُتورُ . وتقدَّم الفرقُ بين « أحد » هذا و « أحد » المرادِ به العمومُ ، فإنَّ همزةُ ذاك أصلٌ بنفسِها . ونَقَل أبو البقاءِ أنَّ همزةَ « أحد » هذا غيرُ مقلوبةٍ ، بل أصلٌ بنفسِها كالمرادِ به العمومُ ، والمعروفُ الأولُ . وفَرَّق ثعلب بين « واحد » وبين « أحد » بأنَّ الواحدَ يدخُلُه العَدُّ والجمعُ والاثنان ، و « أحَد » لا يَدْخُلُه ذلك . ويقال : اللّه أحدٌ ، ولا يقال : زيدٌ أحدٌ؛ لأنَّ للّه تعالى هذه الخصوصيةَ ، وزَيْدٌ له حالاتٌ شتى . ورَدَّ عليه الشيخُ : بأنَّه يُقال : أحد وعشرونَ ونحوه فقد دخلَه العددُ « أنتهى . وقال مكي : » إنَّ أَحَدَاً أصلُه وَأَحَد ، فأُبْدِلَتِ الواوُ همزةً فاجتمع ألفان ، لأنَّ الهمزةَ تُشْبه الألفَ ، فحُذِفَتْ إحداهما تخفيفاً «. وقرأ عبد اللّه وأُبَيُّ اللّه أحدٌ دونَ » قُلْ « وقرأ النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم » أحدٌ « بغيرِ » قل هو « وقرأ الأعمش : » قل هو اللّه الواحد «. وقرأ العامَّةُ بتنوين » أحدٌ « وهو الأصلُ . وزيد بن علي وأبان ابن عثمان وابن أبي إسحاق والحسن وأبو السَّمَّال وأبو عمروٍ في روايةٍ في عددٍ كثيرٍ بحذف التنوين لالتقاء الساكنين ك ٤٦٧٥ عمرُو الذي هَشَمَ الثَّريدَ لقومِه . . . ورجالُ مكةَ مُسْنِتُون عِجافُ وقال آخر : ٤٦٧٦ فأَلْفَيْتُه غيرَ مُسْتَعْتِبٍ . . . ولا ذاكرَ اللّه إلاَّ قليلا اهـ (الدُّرُّ المصُون). لَقَدْ بَكَّرَ النَّاعي بِخَيْريْ بَني أَسَدْ . . . بعمرو بن مَسْعودٍ وبالسَّيدِ الصَّمَدْ وقيل الصمد الذي لا جوف له ، وقيل الصمد الذي صَمَدَ له كل شيءٍ والذي خلق الأشياء كلها ، لا يستغنى عنه شيء وكلها تدل على وحدانيته وهذه الصفات كلها يجوز أن تكون للّه عزَّ وجلَّ. * * * |
﴿ ٢ ﴾