١٧٨

{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّ مَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ} {١٧٨}: ألف {أن} مفتوحة، لأن {يحسبن} قد عمِلت فيها، {وما}: في هذا الموضع بمعنى {الذي} فهو اسم، والمعنى من الإملاء ومن الإطالة، ومنها قوله: {واهْجُرْني مَلِيّاً} {١٩ ٤٤}: أي دهراً؛ وتمليت حبيبك؛ والمَلَوَان: النهار والليل كما ترى، قال ابن مُقْبِل:

ألا يا دِيارَ الحَيّ بالسَّبُعانِ 

أمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوَانِ

يعنى الليل والنهار، و{أملّ عليها بالبلى}: أي رجع عليها حتى أبلاها، أي طال عليها، ثم أستأنفتَ الكلام فقلت: {إنّمَا تمَلي لهُمْ ليزْدَادُوا إثماً} {١٧٨} فكسرتَ ألف {إنما} للابتداء فإنما أبقيناهم إلى وقت آجالهم ليزدادوا إثماً؛ وقد قيل في الحديث: المَوْتُ خيْرٌ لِلُمْؤِمن لِلنَّجَاةِ مِن الفِتْنةِ، وَالمَوْتُ خيرٌ لِلكَافِرِ لِئَلاَّ يزْدَادَ إثماً.

{عَذَابٌ مُهِينٌ} {١٧٨}: فذلك من الهَوَان.

﴿ ١٧٨