٦٨سيَعصمكم إن كان في الناس عاصمُ {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ} {٦٨} أي ليس في أيديكم حُجة ولا حق ولا بيان. {فَلاَ تَأسَ} {٦٨} أي لا تَحزن. {عَلَى الْقَوْمِ الْكاَفِرِينَ} {٦٨}، ولا تجزع، وقال العجّاج: وَأنحَلبتْ عيناه مِن فَرْط الأَسَى والأسَى: الحُزن، يقال: أَسِىَ يأسَى، وأنشد: يقولون لا تهلِكْ أسى وتجلّدِ {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا والصَّابئُونَ وَالنَّصَارَى} {٦٦}: والصابئ الذي يخرج من دين إلى دين، كما تصبُؤ النجومُ من مطالعها، يقال: صبأت سِنُّهُ وصبأ فلان علينا: أي طلَع؛ ورفع {الصابئون} لأن العرب تخرج المُشْرَك في المنصوب الذي قبلَه من النصب إلى الرفع على ضمير فعل يرفعه، أو استئنافٍ ولا يُعملون النصب فيه، ومع هذا إن معنى {إنّ} معنى الابتداء، ألا ترى أنها لا تعمل إلا فيما يليها ثم ترفع الذي بعد الذي يليها كقولك: إن زيداً ذاهبٌ، فذاهب رفعٌ، وكذلك إذا واليتَ بين مُشرَكين رفعتَ الأخير على معنى الابتداء. سمعت غير واحد يقول: فمنَ يَكُ أَمسَى بالمدينة رَحْلُه فإنِّي وقَيّارٌ بها لـغـريبُ وقد يفعلون هذا فيما هو أشدّ تمكناً في النصب من {إنّ}. سمعت غير واحد يقول: وكلُّ قومٍ أَطاعوا أَمر سيِّدهم إلاّ نُمَيراً أَطاعت أمرَ غاويها الظَّاعنون ولما يُظعِنوا أحـداً والقائلين لمن دارٌ نُخَلِّـيهـا وربما رَفعوا {القائلين}، ونصبو {الظاعنين}.  | 
	
﴿ ٦٨ ﴾