٢

النساء : ٢ وآتوا اليتامى أموالهم . . . . .

 وآتوا اليتامى ، يعني الأوصياء ، يعني أعطوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ، يقول : ولا تتبدلوا الحرام من أموال اليتامى بالحلال من أموالكم ، ولا تذرو

الحلال وتأكلوا الحرام ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ، يعني مع أموالكم ، كقوله

سبحانه : فأرسل إلى هارون [ الشعراء : ١٣ ] ، يعني معى هارون ، إنه كان حوبا كبيرا [ آية : ٢ ] ، يعني إثما كبيرا بلغة الحبش ، وقد كان أهل الجاهلية يسمون الحوب

الإثم ، نزلت في رجل من غطفان ، يقال له : المنذر بن رفاعة ، كان معه مال كبير ليتيم ،

وهو ابن أخيه ، فلما بلغ طلب ماله فمنعه ، فخاصمه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأمر أن يرد عليه

ماله ، وقرأ عليه الآية ، فلما سمعها قال : أطعنا اللّه وأطعنا الرسول ، ونعوذ باللّه من الحوب

الكبير ، فدفع إليه ماله ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : هكذا من يطع ربه عز وجل ، ويوق شح نفسه ،

فإنه يحل داره ، يعني جنته ، فلما قبض الفتى ماله ، أنفقه في سبيل اللّه ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم :

ثبت الأجر وبقى الوزر ، فقالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : قد عرفنا ثبت الأجر ، فكيف بقى الوزر وهو ينفق في سبيل اللّه ؟ فقال الأجر للغلام ، والوزر على والده .

﴿ ٢