٣

النساء : ٣ وإن خفتم ألا . . . . .

 وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ، نزلت في خميصة بن الشمردل ، وذلك أن اللّه

عز وجل أنزل : إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ، يعني بغير حق إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا [ النساء ١٠ ] ، فخاف المؤمنون الحرج ،

فعزلوا كل شيء لليتيم من طعام ، أو لبن ، أو خادم ، أو ركوب ، فلم يخالطوهم في شيء

منه ، فشق ذلك عليهم وعلى اليتامى ، فرخص اللّه عز وجل من أمولهم في الخلطة ،

فقال : وإن تخالطوهم فإخوانكم [ البقرة : ٢٢٠ ] : ، فنسخ من ذلك الخلطة ، فسألوا

النبي صلى اللّه عليه وسلم عما ليس به بأس ، وتركوا أن يسألوه عما هو أعظم منه ، وذلك أنه كان

يكون عند الرجل سبع نسوة ، أو ثمان ، أو عشر حرائر ، لا يعدل بينهن ، فقال سبحانه :

 وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ، يقول : ألا تعدلوا في أمر اليتامى ، فخافوا الإثم

في أمر النساء ، واعدلوا بينهن ، فذلك قوله عز وجل : فانكحوا ما طاب لكم ، يعني ما يحل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، ولم يطب فوق الأربع ، قال سبحانه :

 فإن خفتم  الإثم ألا تعدلوا في الاثنين والثلاث والأربع في القسمة والنفقة ،

 فواحدة ، يقول : فتزوج واحدة ولا تأثم ، فإن خفت أن لا تحسن إلى تلك الواحدة ؛

 أو ما ملكت أيمانكم من الولائد ، فاتخذ منهن ذلك أدنى ألا تعولوا [ آية : ٣ ] ،

يقول : ذلك أجدر ألا تميلوا عن الحق في الواحدة وفي إتيان الولائد بعضهم على بعض ،

ولما نزلت : مثنى وثلاث ورباع ، كان يومئذ تحت قيس بن الحارث ثمان نسوة ، فقال

النبي صلى اللّه عليه وسلم : خل سبيل أربعة منهن وأمسك أربعة ، فقال للتي يريد إمساكها : أقبلي ،

وللتي لا يريد إمساكها أدبري ، فأمسك أربعة وطلق أربعة .

﴿ ٣