٧المائدة : ٧ واذكروا نعمة اللّه . . . . . قوله سبحانه : واذكروا نعمة اللّه عليكم وميثاقه الذي واثقكم به ، يعني بالإسلام يوم أخذ ميثاقكم على المعرفة باللّه عز وجل والربوبية إذ قلتم سمعنا وأطعنا ، ذلك أن اللّه عز وجل أخذ الميثاق الأول على العباد حين خلقهم من صلب آدم ، عليه السلام ، فذلك قوله عز وجل : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا [ الأعراف : ١٧٢ ] على أنفسنا ، فمن بلغ منهم العمل ، وأقر للّه عز وجل بالإيمان به ، وبآياته ، وكتبه ، ورسله ، والكتاب ، والملائكة ، والجنة ، والنار ، والحلال ، والحرام ، والأمر ، والنهى أن يعمل بما أمر ، وينتهي عما نهى ، فإذا أوفى للّه تعالى بهذا ، أوفى اللّه له بالجنة . . فهذان ميثاقان ، ميثاق بالإيمان باللّه ، وميثاق بالعمل ، فذلك قوله سبحانه في البقرة : سمعنا وأطعنا [ البقرة : ٢٨٥ ] ، سمعنا بالقرآن الذي جاء من عند اللّه ، وأطعنا اللّه عز وجل فيه ، وذلك قوله سبحانه في التغابن : فاتقوا اللّه ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا [ التغابن : ١٦ ] ، يقول : اسمعوا القرآن الذي جاء به محمد صلى اللّه عليه وسلم من عند اللّه عز وجل ، وأطيعوا اللّه فيما أمركم ، فمن بلغ الحلم والعمل ولم يؤمن باللّه عز وجل ولا بالرسول والكتاب ، فقد نقض الميثاق الأول بالإيمان باللّه عز وجل ، وبما أخذ اللّه تعالى عليه حين خلقه وصار من الكافرين ، ومن أخذ اللّه عز وجل عليه الميثاق الأول ، ولم يبلغ الحلم ، فإن اللّه عز وجل أعلم به . قال : وسئل عبد اللّه بن عباس عن أطفال المشركين ، فقال : لقد أخذ اللّه عز وجل الميثاق الأول عليهم ، فلم يدركوا أجلا ، ولم يأخذوا رزقا ، ولم يعملوا سيئة ولا تزر وازرة وزر أخرى [ الإسراء : ١٥ ] ، وماتوا على الميثاق الأول ، فاللّه أعلم بهم . واتقوا اللّه ، ولا تنقضوا ذلك الميثاق إن اللّه عليم بذات الصدور [ آية : ٧ ] ، يعني بما في قلوبهم من الإيمان والشك . |
﴿ ٧ ﴾