٨٩

المائدة : ٨٩ لا يؤاخذكم اللّه . . . . .

قوله سبحانه : لا يؤاخذكم اللّه باللغو في أيمانكم ، وهو الرجل يحلف على أمر

وهو يرى أنه فيه صادق وهو كاذب ، فلا إثم عليه ولا كفارة ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ، يقول : بما عقد عليه قلبك ، فتحلف وتعلم أنك كاذب ،

 فكفارته ، يعني كفارة هذا اليمين الذي عقد عليها قلبه وهو كاذب إطعام عشرة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع حنطة من أوسط ما تطعمون ، يعني

من أعدل ما تطعمون أهليكم من الشبع ، نظيرها في البقرة : جعلناكم أمة وسطا [ البقرة : ١٤٣ ] ، يعني عدلا ، قال سبحانه في ن : قال أوسطهم [ القلم :

٢٨ ] ، يعني اعدلهم ، يقول : ليس بأدنى ما تأكلون ولا بأفضله .

قال سبحانه : أو كسوتهم ، يعني كسوة عشرة مساكين ، لكل مسكين

عباءة أو ثوب أو تحرير رقبة ما ، سواء أكان المحرر يهوديا ، أو نصرانيا ، أو

مجوسيا ، أو صابئيا ، فهو جائز ، وهو بالخيار في الرقبة ، أو الطعام ، أو الكسوة فمن لم يجد من هذه الخصال الثلاث شيئا فصيام ثلاثة أيام ، وهي في قراءة ابن

مسعود متتابعات ذلك الذي ذكر اللّه عز وجل كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم ، فلا تتعمدوا اليمين الكاذبة كذلك يبين اللّه لكم آياته لعلكم تشكرون [ آية : ٨٩ ] ربكم في هذه النعم ، إذ جعل لكم مخرجا في إيمانكم فيما ذكر

في الكفارة .

﴿ ٨٩