١٩

الأنفال : ١٩ إن تستفتحوا فقد . . . . .

 إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ، وذلك أن عاتكة بنت عبد المطلب رأت

في المنام ، كأن فارساً دخل المسجد الحرام ، فنادى : يا آل فهر من قريش ، انفروا في ليلة

أو ليلتين ، ثم صعد فوق الكعبة ، فنادى مثلها ، ثم صعد أبا قبيس ، فنادى مثلها ، ثم نقض

صخرة من الجبل فرفعها المنادى ، فضرب بها الجبل فانفلقت ، فلم يبق بيت بمكة إلا

دخلت قطعة منه فيه ، فلما أصبحت أخبرت أخاها العباس وجلاً ، وعنده أبو جهل ابن

هشام ، فقال أبو جهل : يا آل قريش ، ألا تعذرونا من بنى عبد المطلب ، إنهم لا يرضون

أن تنبأ رجالهم حتى تنبأت نساؤهم ، ثم قال أبو جهل للعباس : تنبأت رجالكم وتنبأت

نساؤكم ، واللّه لتنتهن ، وأوعدهم ، فقال العباس : إن شئتم ناجزناكم الساعة .

فلما قدم ضمضم بن عمرو الغفاري ، قال : أدركوا العير أو لا تدركوا ، فعمد أبو

جهل وأصحابه ، فأخذوا بأستار الكعبة ، ثم قال أبو جهل : اللّهم انصر أعلى الجندين

وأكرم القبيلتين ، ثم خرجوا على كل صعب وذلول ليعينوا أبا سفيان ، فترك أبو سفيان

الطريق وأغز على ساحل البحر ، فقدم مكة وسبق أبو جهل النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من

المشركين إلى ماء بدر ، فلما التقوا ، قال أبو جهل : اللّهم اقض بيننا وبين محمد ، اللّهم أينا

كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره ، ففعل اللّه عز وجل ذلك ، وهزم المشركين

وقتلهم ، ونصر المؤمنين .

فأنزل اللّه في قول أبي جهل : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ، يقول : إن

تستنصروا فقد جاءكم النصر ، فقد نصرت من قلتم وإن تنتهوا فهو خير لكم من

القتال وإن تعودوا لقتالهم نعد عليكم بالقتل والهزيمة بما فعلنا ببدر ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ، يعنى جماعتكم شيئاً ولو كثرت فئتكم وأن اللّه مع المؤمنين [ آية : ١٩ ] في النصر لهم .

﴿ ١٩