٤٨

الأنفال : ٤٨ وإذ زين لهم . . . . .

 وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس ، وذلك

أنه بلغهم أن العير قد نجت ، فأرادوا الرجوع إلى مكة ، فأتاهم إبليس في صورة سراقة بن

مالك بن جشعم الكناني ، من بنى مدلج بن الحارث ، فقال : لا ترجعوا حتى تستأصلوهم ،

فإنكم كثير وعدوكم قليل ، فتأمن عيركم ، ويسير ضعيفكم وإني جار لكم

على بنى كنانة ، أنكم لا تمرون بحي منهم إلا أمدكم بالخيل والسلاح والرجال ، فأطاعوه

ومضوا إلى بدر لما أراد اللّه من هلاكهم ، فلما التقوا نزلت ملائكة ببدر مدداً للمؤمنين ،

عليهم جبريل ، عليه السلام ، ولما رأى إبليس ذلك ، نكص على عقبيه ، يقول : استأخر

وراءه .

فذلك

قوله : فلما تراءت الفئتان فئة المشركين نكص على عقبيه ، يقول :

استأخر وراءه ، أنه لا طاقة له بالملائكة ، فأخذ الحارث بن هشام بيده ، فقال : يا

سراقة ، على هذا الحال تخذلنا ؟ وقال إبليس : إني بريءٌ منكم إني أرى ما لا

ترون فقال الحارث : واللّه ما نرى إلا خفافيش يثرب ، فقال إبليس : إني أخاف اللّه واللّه شديد العقاب [ آية : ٤٨ ] ، وكذب عدوا اللّه ما كان به الخوف ، ولكن خذلهم

عند الشدة ، فقال الحارث لإبليس وهو في صورة سراقة : فهلا كان هذا أمس ، فدفع

إبليس في صدر الحارث ، فوقع الحارث ، وذهب إبليس هارباً ، فلما انهزم المشركون ،

  انهزم بالناس سراقة ، وهو بعض الصف ، فلما بلغ سراقة سار إلى مكة ، فقال :

بلغني أنكم تزعمون بأني انهزمت بالناس ، فوالذي يحلف به ما شعرت بمسيركم حتى

بلغني هزيمتكم ، قالوا له : ما أتيتنا يوم كذا وكذا ، فحلف باللّه لهم أنه لم يفعل ، فلما

أسلموا علموا أنما ذلك الشيطان .

﴿ ٤٨