١٧

التوبة : ١٧ ما كان للمشركين . . . . .

 ما كان للمشركين ، يعنى مشركى مكة أن يعمروا مسجد اللّه ، يعنى

المسجد الحرام شهدين على أنفسهم بالكفر ، نزلت في العباس بن عبد المطلب ،

وفي بنى أبي طلحة ، منهم : شيبة بن عثمان صاحب الكعبة ، وذلك أن العباس ، وشيبة ،

وغيرهم ، أسروا يوم بدر ، فأقبل عليهم نفر من المهاجرين ، فيهم على بن أبى طالب

والأنصار وغيرهم ، فسبوهم وعيروهم بالشرك ، وجعل علي بن أبى طالب يوبخ العباس

بقتال النبى صلى اللّه عليه وسلم ، وبقطيعته الرحم ، وأغلط له القول ، فقال له العباس : ما لكم تذكرون

مساوئنا وتكتمون محاسننا ،   وهل لكم محاسن ؟ قال : نعم ، لنحن أفضل منكم أجراً ،

إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقى الحجيج ، ونفك العانى ، يعنى الأسير ،

فافتخروا على المسلمين بذلك ، فأنزل اللّه : ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد اللّه

شهدين على أنفسهم بالكفر .

 أولئك حبطت أعملهم ، يعنى ما ذكروا من محاسنهم ، يعنى بطلت أعمالهم في

الدنيا

والآخرة ، يقول : ليس لهم ثواب في الدنيا ولا في الآخرة ؛ لأنها كانت في غير

إيمان ، ولو آمنوا لأصابوا الثواب في الدنيا

والآخرة ، كما قال نوح ، وهود ، لقومه :

 استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم بالمطر مدرارا [ هود :

[ ٥٢ ] ، يعنى متتابعاً : ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار [ نوح : ١٢ ] ، فهذا في الدنيا لو آمنوا ، ثم قال : وفي النار هُم خَلدين

[ آية : ١٧ ] لا يموتون .

﴿ ١٧