١٧

هود : ١٧ أفمن كان على . . . . .

 أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه ، يعنى القرآن شاهد منه ، يقول :

يقرؤه جبريل ، عليه السلام ، على محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وهو شاهد لمحمد أن الذي يتلوه محمد من

القرآن أنه جاء من اللّه تعالى .

ثم قال : ومن قبله كتاب موسى ، يقول : ومن قبل كتابك يا محمد ، قد تلاه

جبريل على موسى ، يعنى التوراة إماما يقتدي به ، يعنى التوراة ورحمة لهم

من العذاب ، لمن آمن به أولئك يؤمنون به ، يعنى أهل التوراة يصدقون بالقرآن

كقوله في الرعد : والذين آتيناهُم الْكتابَ يفْرحُونَ [ الرعد : ٣٦ ] ، يعنى بقرآن

محمد صلى اللّه عليه وسلم أنه من اللّه عز وجل .

 ومن يكفر به بالقرآن من الأحزاب ، يعنى ابن أمية ، وابن المغيرة ، وابن عبد

اللّه المخزومي ، وآل أبي طلحة بن عبد العزى فالنار موعده ، يقول : ليس الذي

عمل على بيان من ربه كالكافر بالقرآن موعده النار ليسوا بسواء فلا تك في مرية منه ، وذلك أن كفار قريش   ليس القرآن من اللّه ، إنما تقوله محمد ، وإنما يلقيه

الري ، وهو شيطان يقال له : الري ، على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فأنزل اللّه : فلا تك في مرية منه ، يقول : في شك من القرآن إنه الحق من ربك ، إنه من اللّه عز وجل ، وأن

القرآن حق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون [ آية : ١٧ ] ، يعنى ولكن

أكثر أهل مكة لا يصدقون بالقرآن أنه من عند اللّه تعالى .

﴿ ١٧